.

11‏/01‏/2012

السياحة في مصرأرقام ومؤشرات.. أين وصلنا وأين نريد أن نكون؟



بحث أعده م /أحمد سرحان
سأتحدث هنا عن أرقام السياحة وماذا تمثل في الاقتصاد المصري، لعلنا نفهم أين وصلنا و ماهو مستقبلنا الذي نطمح اليه

أولا: السياحة في العالم
كان عام 2010 هو عام المليار سائح، في صناعة حجمها تريليون دولار. كما يظهر من الشكل التالي:


استحوذت أوروبا على أكبر عدد من السياح يصل الى 51% أو نصف السياح في العالم. السبب الرئيسي في ذلك هو سهولة الانتقال بين الدول الأوروبية بطرق مواصلات متعددة و رخيصة نسبيا لقضاء عطلات نهاية الاسبوع. وهو ما يؤكده أن عائدات السياحة في أوروبا اقل من نصف العائدات العالمية أو نحو 45% . أما الزيادة فذهبت الى السياحة في الأمريكتين والسبب هو بعد المسافة مما يجعل مدة الاقامة بالتأكيد أطول و عدد الليالي السياحية أكبر

ومن الملاحظ أيضا أن السياحة القادمة الى منطقة الشرق الأوسط (ومنها مصر) في حدود 60 مليون سائح فقط و ايرادات متواضعة بلغت 50 مليار دولار من ضمنها عائدات السياحة الدينية في السعودية والعراق وايران

أما افريقيا فهي ليست أفضل حالا حيث لم يتجاوز عدد السياح رقم ال 49 مليون سائح في كل القارة الافريقية بما في ذلك شمال افريقيا العربي و دول جنوب الصحراء المعروفة بالسفاري و المغامرات.

وقد شهد عام 2010 ارتفاع عدد السياح عالميا بنسبة 7%  مع زيادة قدرها 5% عائدات السياحة مقارنة ب 2009
أكثر المناطق نموا  في 2010 كان الشرق الأوسط و آسيا والمحيط الهادئ، بمعدل نمو 14%

وقد وصلت مصر الى المركز 18 بين أكثر الدول الجاذبة للسياحة في 2010 ، أي دخلت ضمن نادي ال 20 الكبار الذي يستحوذ على حصة سوقية بلغت 590 مليون سائح، كما يظهر من الشكل التالي:



نلاحظ أن فرنسا و أمريكا والصين واسبانيا وايطاليا تستحوذ على حصة الأسد من السياحة. ثم تتقارب باقي الدول بشكل كبير. السبب في ارتفاع أعداد السياح في الدول الاوروبية كما قلنا هو قرب المسافة و سهولة الانتقال لقضاء عطلات نهاية الاسبوع. أما الصين، فالعدد يدخل فيه الزائرون بغرض التجارة.
ونلاحظ ايضا تقارب أرقام السياح في كل من اليونان و تايلاند وكندا مع مصر

وفي الرسم البياني التالي نجد ترتيب الدول العشرين التالية، أي من المركز 21 الى المركز 40 حيث تظهر دول عربية مثل تونس والمغرب والامارات والأردن و سوريا



ولكن في 2011، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا انكماشا واضحا في السياحة بلغ 14 % للأسباب السياسية والأمنية في المنطقة

وفي الجدول التالي سنجد نسبة السياحة من الناتج المحلي الاجمالي في بعض الدول و منها مصر:



فبالرغم من أن عدد السياح الوافدين الى فرنسا يتجاوز أولئك الوافدين الى أمريكا، الا أن ايرادات السياحة في أمريكا أعلى بكثير

كما نلاحظ ان الدخل المباشر من السياحة يمثل لمصر و تايلاند وماليزيا نسبة معتبرة تدور حول رقم ال 7% من الناتج المحلي الاجمالي.

وفي الرسم البياني التالي توقعات التدفقات السياحية في العشر سنوات القادمة و حتى 2020 حيث يزيد عدد السياح بنسبة تقترب من 60%. ومن الملاحظ أن نصيب منطقتنا العربية أو الشرق الأوسط من التدفقات السياحية سيظل محدودا نظرا لأنها منطقة لا تستطيع أن توفر للسائح التجربة السياحية وحسن الضيافة في بلاد تقدس ثقافة السياحة كالتي يجدها في دول شرق آسيا والتي ستنمو بشكل أكبر وأسرع كثيرا

undefined



ثانيا: السياحة في مصر

و رغم أن مصر بها ثلث آثار العالم، الا أنها دخلت حقبة الثمانينات بحوالي مليون سائح سنويا فقط. و قد ظلت أرقام السياحة القادمة لمصر متواضعة كثيرا حتى بدأت الدولة في تطوير البنية التحتية من مطارات و طرق و تنويع المنتج السياحي و الانتقال الى سياحة الشواطئ والتي وصلت اليوم الى ما يمثل 80% من حجم السياحة القادمة لمصر.
 وقد بدأت القفزات في أرقام السياحة بعد عام 2003 كما يظهر في الرسم البياني التالي الذي يوضح تطور السياحة في مصر في العقود الثلاثة الماضية:



ويكفي لكي نتخيل حجم الانجاز على صعيد تنمية البنية التحتية للسياحة في مصر في السنوات الأخيرة أن نعرف أن مرسى علم أنشئت في سنة  2000، واليوم بها 35 ألف غرفة فندقية!! كما أن محافظة البحر الأحمر بها 35 فندق 5 نجوم ، 80 فندق 4 نجوم ، 90 فندق 3 نجوم

وبالفعل كان للسياحة نصيب كبير في ارتفاع احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية في السنوات الأخيرة. فالسياحة في مصر توفر 20% من حصيلة النقد الأجنبي، كما يظهر من الشكل التالي:

 كما  تمثل السياحة حوالى 6.5 % من إجمالى الناتج المحلى بصورة مباشرة في 2010 (كانت 4% في 2001). ولكن مساهمة السياحة في الناتج المحلي الاجمالي ترتفع إلى 12% إذا أضفنا المساهمات غير المباشرة والمتمثلة فى الخدمات المصاحبة للسفر والسياحة، حيث يمثل نصيب قطاع المطاعم والفنادق فيها فقط 3.5 % وذلك لتشابك صناعة السياحة مع كثير من القطاعات الإنتاجية والخدمية التى تزيد على 70 صناعة مغذية.

كما أن السياحة تساهم بحوالي 50% من اجمالي المتحصلات الخدمية، وساهمت في تغطية العجز التجاري بنسب تتراوح بين 42% و 50% في السنوات القليلة الماضية. وهو ما يظهر من الجدول التالي الذي يوضح مساهمة السياحة في ميزان الدفوعات من 2004/2003 الى 2010/2009


 السياحة بالتأكيد هي قاطرة التنمية في مصر، كما يظهر في هذه الأرقام:

  
وتعتبر السياحة الوافدة الى مصر من أوروبا هي الاكبر بين كل جنسيات السياح كما يظهر من الشكل التالي:


وفي الرسم البياني التالي مقارنة بين عامي 2009 و 2010 من حيث المجموعات السياحية الوافدة


وفي الرسم التالي تفصيل الاسواق العشرة الأولى من حيث أعداد السياح القادمين الى مصر، حيث يتصدرهم الروس بنسبة تقترب من خمس السياح. ومع ذلك، فمن المعروف أن السائح الروسي هو الاقل انفاقا بين غيره من السياح



وتعتبر مصر هي الوجهة الاقرب الى أروبا بعد أن أصبح فيها 22 مطارا منها 9 دولية (القاهرة والغردقة ومرسى علم والعلمين وبرج العرب وشرم الشيخ والأقصر والأسوان وسوهاج)
و6 مطارات محلية تستخدم دوليا (أسيوط والعريش وسانت كاترين و بورسعيد و شرق العوينات و طابا)، كما تظهر على الخريطة أدناه:


كما أن بمصر حوالي 60 ميناء بحريا: 15 ميناء تجاري، 11 ميناء سياحي، 14 ميناء بترولي، 9 موانئ تعدينية، 11 موانئ صيد وسقالات. أما الموانئ السياحية ال 11 فهي: الغردقة، مارينا مرتفعات طابا، بورت غالب الدولي، وادي الدوم، مارينا الجونة، بورت مارينا العلمين، سان استيفانو، بورسعيد السياحي، مرسى علم، أبو سومة، سهل حشيش

كان هدف وزارة السياحة أن يصل عدد السائحين الوافدين بنهاية عام 2011 إلى 15 مليون سائح وتحقيق 150 مليون ليلة سياحية؛ بالإضافة إلى الوصول بالطاقة الإيوائية إلى 245 ألف غرفة وتحقيق 15 مليار دولار كإيرادات سياحية.
ولكن....
ما بين يوليو و ديسمبر 2010: زادت أعداد السياح 14.3% والايرادات 15.6%
ما بين يناير و مارس 2011: انخفضت أعداد السياح 45% و تراجعت الايرادات 34%


فكيف نعيد السياحة الى وضعها السابق، ثم العمل على تنميتها و الوصول الى هدف ال 20 مليون سائح قريبا؟

هناك 3 تعليقات :

  1. سأتحدث هنا عن أرقام السياحة وماذا تمثل في الاقتصاد المصري، لعلنا نفهم أين وصلنا و ماهو مستقبلنا الذي نطمح اليه

    ردحذف
  2. مدونه ممتازه
    شكرا لخدماتكم

    ردحذف