اعترافات رجل من القوة الضاربة في الاقتصاد العربي! الجزء الأول

اعترافات رجل من القوة الضاربة في الاقتصاد العربي! الجزء الأول


اعترافات رجل من القوة الضاربة في الاقتصاد العربي! الجزء الأول
أخبار اليوم : 16 - 09 - 2011
كتاب يحق علينا وصفه بأخطر وأغرب ما نشر ربما علي مدي السنوات العشرين الماضية من حيث أنه اعترافات مباشرة لمواطن امريكي اسمه جون بيركنز وهذا اسمه الحقيقي فالكتاب ضمنه الأسماء الحقيقية للأشخاص والاحداث باستثناء واحد او اثنين اكتفي بالرمز لأسمائهم بينما يعرض تجربته المباشرة كعضو بفريق القوة الضاربة اقتصاديا ويكشف عن تجربته مع »السياسة الجوانية« لبلاده وما جعله يصمم علي كشف المكنون بعد ما تيقظ الضمير ...
جون بيركنز بكتابه كشف عن آلية السيطرة الخفية علي دول نامية من خلال ضرب اقتصادها بما يؤدي بعدها الي ادخالها حظيرة الامبراطورية ... بين ما يقوله في كتابه المذهل هذا معللا يقظة الضمير أنه عندما يحدث وتنفق الولايات المتحدة أكثر من 87 مليارا في شن حرب علي العراق ، بينما نصف هذا المبلغ وفق تقدير الامم المتحدة يكفي لتوفير طعام ومياه نقية وخدمات صحية وتعليم أساسي لكافة المعوزين علي وجه الارض الذي يموت فيها يوميا 24ألف شخص بسبب الجوع .. هنا لابد ونفهم لماذا أصبحنا مكروهين ولماذا يهاجموننا !
هذا الرجل قام بمجازفة كبري عندما قرر وصمم علي تغييره مسيرة حياته بعد عشر سنوات من ( 1971 الي 1981 ) انغمس فيها لأذنيه في المهام الموكلة اليه، قبل تصميمه علي أن يهجر ذلك الطريق رغم ما حذروه منه يوم أن قبل باختياره أن يؤدي هذا الدور.. فأنذروه بأن لا نكوص أو تراجع وخروج أو تحول بأي نحو... كانت المهمة هي تقديم المشورة الاقتصادية التي تحقق مصالح "الكوربوريشنز " وهذه توليفة عصرية قائمة علي تحالف غير مكتوب بين الحكومة والبنوك والشركات العملاقة الكبري ومتعددة الجنسيات .. والكتاب في عمومه ضرب في صميم النظام الاقتصادي العولمي القائم بمنظماته الدولية وبتحديد المنظمات الدولية ويوجه اليهم صراحة الاتهام بان مهمتهم الحقيقية هي أن يأتوا بالمليارات لخزائن الشركات الامريكية العملاقة ...

عن مهمته يقول إنه تجنيده تم من قبل وكالة الأمن القومي ليكون في الظاهر خبيرا اقتصاديا لشركة استشارات دولية، ومهمته كانت التنقل بين الدول ذات الاهمية الاستراتيجية للولايات المتحدة يؤدي فيها المهام المطلوبة التي تناولها تفصيليا في كتابه وشملت اندونيسيا واكوادور وكولومبيا وبناما و..السعودية وايران.
علي سبيل المثال حكي في فصل كامل كيف استطاع ان يساعد في تنفيذ خطة سرية لاعادة تدوير دولارات البترول بعد عام 1973 لتعود الي الخزائن الامريكية بمعني اوضح قصة شفط المليارات من المملكة السعودية وكيف تمت .. هذا غير قصة سقوط حكم الشاه في ايران وكيف انتهت حياة رئيس بناما عمر توريجوس باغتياله بينما بدا الامر كحادث أودي بحياته كذلك الدور الامريكي في في بناما والحرب ضد العراق..
هكذا التحق بشركة الاستشارات الدولية عام 1971 حيث عمل مديرا للتخطيط الاقتصادي الاقليمي والواقع أنه كان عضوا بالفرقة الضاربة في اقتصاد الدول ويقول في البدء عن نفسه : كان لزاما أن أعرف من البداية أنني في فريق قوة ضاربة وهي التسمية التي أطلقها أعضاؤها فيما بينهم وكانوا يرمزون اليها بالحروف الأولي 
EHM اختصار Economic Hit Men ..

في مرحلة اعداده للمهمة عرف أن ركائز دوره يقوم علي عاملين: الاول ايجاد التبرير للدولة النامية بضرورة طلبها قروض ذات نوعية معينة فتكون مشروعات لانشاءات شرط اسنادها الي شركات أمريكية كبري من امثال (بكتيل وهاليبرتون وستون ويبستر وبراون روت) وثانيا أن تتعثر الدولة في السداد بالتالي تكون عجينة لينة في قبضة الامبراطورية لوقت الحاجة لانشاء قواعد عسكرية أو التصويت حسب المشيئة في الأمم المتحدة أو الوصول الي مصادرهم الطبيعية المطلوبة ... لقد أفهموه أن مهمته هي تقديم دراسات اقتصادية لتنمية اقتصادية تمتد علي مدي يطول لعشرين وخمسة وعشرين عاما بالتالي ضمان الولاء السياسي للولايات المتحدة ولذا كلما كان الدين أكبر يعتبر أنجح .. أما العنصر الاهم فهو أن يحقق التطبيق مكاسب كبري تذهب الي المتعاقدين علي تنفيذها وهم امريكيون طبعا وبصريح العبارة قيل له أن الجزء الاهم من مهمته هي التشجيع علي ادخالهم في مصيدة الديون فهذا ما يضمن ولاءهم السياسي والاقتصادي والعسكري وقت الحاجة.
فكرة القوة الضاربة في الاقتصاد استوحيت من دور كيرميت روزفلت رجل المخابرات الأمريكية ودوره المشهور في اعادة شاه ايران الي عرشه عام 1951 بعدما كان مصدق قد قام بتأميم البترول وهروب الشاه. هكذا كان كيرميت روزفلت من أعد المسرح للمهنة الجديدة ! فقد أفلح في القيام بأول عملية أمريكية لقلب نظام حكم أجنبي بدون عسكر ولا مارينز (خشية الاشتباك مع الاتحاد السوفيتي بالطبع) وان كان ما يعيبها أن روزفلت هذا عميل للمخابرات المركزية سي آي ايه فان كان قد فشل لجر مشاكل علي الحكومة الامريكية .. لذا عندما بدا لواشنطون أن تحذو حذو تلك العملية كان لزاما ايجاد بديل للمخابرات لا يدين الحكومة في حالة اكتشاف الامر ، وهكذا وجد الحل لمشكلة العمالة للسي آي ايه بأن جعلوا أعضاء القوة الضاربة يتقاضون مرتباتهم من القطاع الخاص لا من الحكومة الامريكية ... وبناء عليه اذا حدث وانكشف أمر أحدهم فستقع المسئولية علي رأس الشركة الجشعة التي يتبعها وبعيدا عن الحكومة الامريكية ومخابراتها .
.. وهكذا ولدت القوة الاقتصادية الضاربة بين سائر الادوات الامريكية منذ أول السبعينيات عندما التحق مؤلف هذا الكتاب ضمن مجموعة محدودة اصبحت حاليا - وفق ما يقوله الكتاب - عامرة بالموظفين الذين يجوبون كبري الشركات من أمريكية الي متعددات الجنسيات ويقومون بمهمتهم خير قيام!

هذه الرحلة التنويرية رحلة لتجربة هذا الرجل الذي تحول من خادم باختياره لأهداف الامبراطورية، الي نصير للشعوب المقهورة ما يزال علي قائمة نيويورك تايمز لأعلي الكتب مبيعا.


واقرا أيضا



المقال السابق
المقال التالي

الحياه تجارب والسياسة رجاسة والقادم بقراءة التاريخ يستكشف لنا المستقبل

هناك تعليق واحد:

  1. gday alhakemegypt.blogspot.com owner found your website via yahoo but it was hard to find and I see you could have more visitors because there are not so many comments yet. I have found website which offer to dramatically increase traffic to your website http://xrumerservice.org they claim they managed to get close to 1000 visitors/day using their services you could also get lot more targeted traffic from search engines as you have now. I used their services and got significantly more visitors to my blog. Hope this helps :) They offer improve search engine rankings how to seo backlink service backlinks free Take care. Jay

    ردحذف

عبر عن شخصيتك 🌹✍