النظام العالمي الجديد: من حرب الخليج إلى صراع النفوذ "من يدير العالم اليوم" وهل نحن على أعتاب الحرب العالمية الثالثة ؟!
![]() |
النظام العالمي الجديد من حرب الخليج إلى صراع النفوذ، من يدير العالم اليوم؟! |
.svg.png)
كثيرًا ما يقابل القارئ العربي مصطلح “النظام العالمي الجديد” وبالطبع لا بدَّ أنَّهُ هام باعتباره نظامًا عالميًّا، كيفَ يسير هذا النظام وما هي آلياته التي يعمل بها؟ ومن يتحكم فيه؟ ببساطة كيفَ يُدار العالم؟ نحاول هنا أن نشرح المفهوم ببساطة تزيح بعض الغموض عن هذا المصطلح بالنسبة للقارئ العربي.
ظهر المصطلح أثناء حرب الخليج الثانية، بينما تقصف الولايات المتحدة بغداد والبصرة، أعلن الرئيس جورج بوش عام 1990 عن “نظام عالمي جديد”، تتوحد فيه مختلف الأمم على مبدأ مشترك، يهدف إلى تحقيق طموح عالمي لمصلحة البشرية، عماده السلام وأركانه الحرية وسيادة القانون!حرب الخليج الثانية :-
.حسب الكتابات المهتمة بهذا المصطلح وآلياته، فإنَّ هذا النظام جاءَ لينهي نظامًا قديمًا كان قائمًا على تعدد الأقطاب الكبرى في العالم “النظام العالمي القديم” مع وجود تنافس شديد بين الاتحاد السوفيتي وبين الغرب (تقوده الولايات المتحدة بالطبع)، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي كان الأمريكان يبشرون بنظام آخر تكون السيطرة في العالم لهم وحدهم، وبدأَ العمل على هذا “النظام”، وقد سقط الاتحاد السوفيتي بعد ظهور مصطلح “النظام العالمي الجديد” عام 1991.
يتكون النظام العالمي الجديد من عدة دوائر نفوذ وآليات لهذه الدوائر تقوم عليها وتعمل تحت يديها. حسب ما صرح به الكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي تعتبر الشركات عابرة القوميات أحد أبرز دوائر النفوذ التي تتحكم في هذا النظام وتعمل عليه، وحسب جوزيف ستجليتز المستشار السابق في البنك الدولي فإن مؤسسات كبيرة تقوم عليها الدول الكبرى تقوم بخدمة هذه الشركات الكبرى. وهذا ما يعني أن الشركات الكبرى تقوم بالتحكم في سياسات الدول الكبرى وتؤثر فيها، حيث إن بعض ميزانيات هذه الشركات تتجاوز ميزانية دولة كبرى أو عدة دولة أصغر مجتمعة.
مديروا هذا النظام العالمي ..
يتكون النظام العالمي الجديد من عدة دوائر نفوذ وآليات لهذه الدوائر تقوم عليها وتعمل تحت يديها. حسب ما صرح به الكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي تعتبر الشركات عابرة القوميات أحد أبرز دوائر النفوذ التي تتحكم في هذا النظام وتعمل عليه، وحسب جوزيف ستجليتز المستشار السابق في البنك الدولي فإن مؤسسات كبيرة تقوم عليها الدول الكبرى تقوم بخدمة هذه الشركات الكبرى. وهذا ما يعني أن الشركات الكبرى تقوم بالتحكم في سياسات الدول الكبرى وتؤثر فيها، حيث إن بعض ميزانيات هذه الشركات تتجاوز ميزانية دولة كبرى أو عدة دولة أصغر مجتمعة.
الشركات عابرة القوميات ..
“تسيطر الشركات عابرة القوميات على ثلث أصول الإنتاج في القطاع الخاص على مستوى العالم، وقد فاقت مبيعات هذه الشركات الخارجية إجمالي حجم التجارة الدولي”
يطلق هذا المصطلح ومرادفه “الشركات متعددة الجنسية” على الشركات الكبرى التي تمتلك فروعًا داخل أكثر من عشرين دولة. ويعتبر العصر الحالي هو عصر هذه الشركات، وبإلقاء نظرة عابرة على دوائر صنع القرار الأمريكية، نجد أن معظم العقول المخططة ومتخذي القرار الأمريكي من ذوي المساهمات في هذه الشركات، بل إن بعضهم امتلك مثل هذه الشركات؛ على سبيل المثال الديك تشيني، وجورج دبليو بوش الذي كان جده من كبار رجال أعمال البترول، ورامسفيلد.الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء حرب الخليج الثانية ..
يطلق هذا المصطلح ومرادفه “الشركات متعددة الجنسية” على الشركات الكبرى التي تمتلك فروعًا داخل أكثر من عشرين دولة. ويعتبر العصر الحالي هو عصر هذه الشركات، وبإلقاء نظرة عابرة على دوائر صنع القرار الأمريكية، نجد أن معظم العقول المخططة ومتخذي القرار الأمريكي من ذوي المساهمات في هذه الشركات، بل إن بعضهم امتلك مثل هذه الشركات؛ على سبيل المثال الديك تشيني، وجورج دبليو بوش الذي كان جده من كبار رجال أعمال البترول، ورامسفيلد.الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء حرب الخليج الثانية ..
إضافةً إلى كلّ هذا يعتبر جورج بوش الأبّ هو المدشن الحقيقي لما يعرف بالنظام العالمي الجديد، المفارقة هنا أنَّ جورج بوش نفسه يمتلك بعض هذه الشركات أو يشارك في بعضها (كشركة زابتا البترولية والشركة المتحدة للفواكه). بالتالي فإن ما يحدث هو تحكم أصحاب رؤوس الأموال في سياسات الولايات المتحدة، ويصبح الهدف الأهم من وراء سياساتها هو إرضاء كبار رجال الأعمال ، والأمثلة على ذلك كثيرة منها :
أبرز مثل على سيطرة هذه الشركات على سياسات الولايات المتحدة ما يذكره المستشار الاقتصادي جون بركنز في بنما وغيرها من الدول الأخرى كالعراق، بينما كان جورج بوش نائبًا للرئيس الأمريكي رونالد ريغان كان الرئيس البنمي عمر توريخوس يقف أمام طموحات شركة زباتا للبترول والشركة المتحدة للفواكه، والتي كان جورج بوش أحد أهم مالكيهما.
قامت “السي آي ايه” باغتيال توريخوس وبعدها بسبع سنوات عندما تولى جورج بوش رئاسة أمريكا قام بغزو بنما؛ مما أدى لرفع مستوى منفعة الشركتين وغيرهما من الشركات الأمريكية من القناة البنمية وغيرها من ثروات بنما الطبيعية.
تدوينة سابقة ذات صلة Confessions of an Economic Hitman - John Perkins - بالفيديو والتفاصيل الكاملة اعترافات قاتل اقتصادي اضغط هنا
أبرز مثل على سيطرة هذه الشركات على سياسات الولايات المتحدة ما يذكره المستشار الاقتصادي جون بركنز في بنما وغيرها من الدول الأخرى كالعراق، بينما كان جورج بوش نائبًا للرئيس الأمريكي رونالد ريغان كان الرئيس البنمي عمر توريخوس يقف أمام طموحات شركة زباتا للبترول والشركة المتحدة للفواكه، والتي كان جورج بوش أحد أهم مالكيهما.
قامت “السي آي ايه” باغتيال توريخوس وبعدها بسبع سنوات عندما تولى جورج بوش رئاسة أمريكا قام بغزو بنما؛ مما أدى لرفع مستوى منفعة الشركتين وغيرهما من الشركات الأمريكية من القناة البنمية وغيرها من ثروات بنما الطبيعية.
تدوينة سابقة ذات صلة Confessions of an Economic Hitman - John Perkins - بالفيديو والتفاصيل الكاملة اعترافات قاتل اقتصادي اضغط هنا
صندوق النقد والبنك الدولي يعمل في هذا النظام العالمي .
أحد أدوات هذا النظام المؤسسات والمنظمات الكبرى، وعلى رأس هذه المؤسسات التي تخدم هذا النظام البنك الدولي وصندوق النقد، فهما يقومان بإقراض الدول الفقيرة بقصد “التنمية” بينما تقوم هذه المؤسسات بتطبيق الشروط الخاصة بها والتي عادةً ما تكون ضد مصلحة الدول الفقيرة.
مقر البنك الدولي في العاصمة الأمريكية واشنطن ..
“يحكم الرجال الأغنياء في المجتمعات الغنية ويتنافسون فيما بينهم للفوز بحصة أكبر من الثروة والسلطة، ويزيحون بلا رحمة أولئك الذين يقفون في طريقهم، ويساعدهم في ذلك الرجال الأغنياء في الدول الجائعة، أما الباقون فيخدمون، ويعانون” نعوم تشومسكي
تقوم المؤسستان بإقراض الدول الصغيرة بما يساعد حكومات الدول الكبرى (أمريكا على الدوام) على التدخل اقتصاديًّا في هذه الدولة، عبر استثمارات وجماعات ضغط تجعل من هذه الدول تابعة لها.
تم تدشين هذا النظام من قبل الولايات المتحدة، بطبيعة الحال فإن هذا النظام يخدم مصلحة الولايات المتحدة ولا أحد آخر. تحاول الولايات المتحدة من خلال استراتيجية “النظام العالمي الجديد” أن تسيطر على الدول الأصغر والأضعف، ليس من خلال العمليات العسكرية أو الغزو، وإنما من خلال العديد من شبكات المصالح الاقتصادية بالأساس.
تقوم المؤسستان بإقراض الدول الصغيرة بما يساعد حكومات الدول الكبرى (أمريكا على الدوام) على التدخل اقتصاديًّا في هذه الدولة، عبر استثمارات وجماعات ضغط تجعل من هذه الدول تابعة لها.
يثبت العديد من المحللين والاقتصاديين، أن معدل البطالة والفقر في الدول التي اقترضت من المؤسستين يتزايد مع تزايد الديون وبالتالي تتزايد نسبة تبعيته لمالكي هذه المؤسستين. وباتفاق ضمني بين مدراء المؤسستين لا يخرجان عن أوروبا والولايات المتحدة، كما يؤكد جوزيف ستجليتز.
“أصبح النظام العالمي الجديد يدار بواسطة الأغنياء ومن أجل الأغنياء فقط” ، والأمثلة أيضًا على هذا الأمر :يضرب الاقتصادي ميشيل تشوسودوفيسكي (لقراءه كتاب عولمة الفقر معدل ميشيل تشوسودوفيسكي
اضغط هنا )أمثلة عديدة على هذه الحالات، منها الصومال، حيث قام البنك الدولي وصندوق النقد بإقراض الصومال، وإرغامها على اتباع نمط اقتصادي معين جعل البنك والصندوق يتدخلان مباشرة في السياسات الاقتصادية في الصومال. وغيرها الكثير من التجارب التي ذكرها في كتابه عولمة الفقر.
الفائدة المرجوة من هذا النظام ..
تم تدشين هذا النظام من قبل الولايات المتحدة، بطبيعة الحال فإن هذا النظام يخدم مصلحة الولايات المتحدة ولا أحد آخر. تحاول الولايات المتحدة من خلال استراتيجية “النظام العالمي الجديد” أن تسيطر على الدول الأصغر والأضعف، ليس من خلال العمليات العسكرية أو الغزو، وإنما من خلال العديد من شبكات المصالح الاقتصادية بالأساس.
مدى نجاح هذا النظام ..
تبقى الإجابة على مدى نجاجه رهنًا بالعديد من المتغيرات العالمية والدولية، في طريقها لتطبيق هذا النظام وجدت الولايات المتحدة العديد من القوى الصاعدة التي تحاول أن تحجز لها مقعدًا على مسرح السياسة الدولية كالصين وإيران وحتى الهند. بالطبع كذلك روسيا بعدما حاول بوتين أن يستدعي إرث الإتحاد السوفيتي ونفوذه.
تستطيع الولايات المتحدة أن تكمل مشروعها من خلال دمج بعض هذه القوى في النظام وامتصاص طموحها، حسب رأي بعض المحللين فإن هذا ما يحدث مع إيران بالتحديد، لكنَّ هذا المخطط ربما لا يستطيع أن يحتوي تطلعات روسيا والصين خصوصًا أن كليهما يحاول لعب دور بارز يؤهله ليكون أحد أقطاب العالم، وليسَ قوةً دولية يتم احتواؤها من قبل الولايات المتحدة.
تستطيع الولايات المتحدة أن تكمل مشروعها من خلال دمج بعض هذه القوى في النظام وامتصاص طموحها، حسب رأي بعض المحللين فإن هذا ما يحدث مع إيران بالتحديد، لكنَّ هذا المخطط ربما لا يستطيع أن يحتوي تطلعات روسيا والصين خصوصًا أن كليهما يحاول لعب دور بارز يؤهله ليكون أحد أقطاب العالم، وليسَ قوةً دولية يتم احتواؤها من قبل الولايات المتحدة.
اتمنى ان يكون اتضح مفهوم "النظام العالمي الجديد" والذى يعبر عن طبقات متعددة من التعقيد، تتجاوز مجرد تعريف أكاديمي لآليات العلاقات الدولية. فمنذ إعلان جورج بوش الأب عن هذه الرؤية في خضم حرب الخليج الثانية، وحتى يومنا هذا الذي يشهد صعود قوى جديدة وتحديات غير مسبوقة، يتضح أن إدارة العالم لم تعد تتم وفق نموذج بسيط أو أحادي. بل هي شبكة متشابكة من المصالح، تتحكم فيها الشركات عابرة القوميات، وتُصاغ سياساتها في دهاليز مراكز القوى المالية والاقتصادية، تاركةً الدول الأضعف رهينة لشروطها وبرامجها.
إن الصورة التي رسمها نعوم تشومسكي وآخرون عن عالم "يدار بواسطة الأغنياء ومن أجل الأغنياء فقط" ليست مجرد نظرية، بل هي حقيقة تتجلى في الأزمات الاقتصادية المتوالية، وتزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتصاعد موجات الاحتجاج في مختلف أنحاء العالم. وبينما كانت الولايات المتحدة تهدف من خلال هذا النظام إلى ترسيخ هيمنتها، فإن بروز قوى مثل الصين وروسيا والهند يضع علامات استفهام كبرى حول مدى نجاح هذا المخطط على المدى الطويل، وهل سيتمكن النظام القائم من استيعاب هذه الطموحات المتنامية أم سيشهد صراعاً جديداً على النفوذ؟
في ظل هذه المعطيات، يبقى التساؤل الأكبر معلقاً في الأفق: إلى أين يتجه العالم؟ هل نحن بالفعل على أعتاب نظام عالمي جديد مختلف تماماً، أم أننا نشهد مجرد تعديلات داخل الهيكل القائم؟ الأهم من التنبؤ بالمستقبل هو فهم الحاضر بوعي ،إن التحدي الأكبر يكمن في قدرة شعوبنا على اليقظة، وفهم آليات هذا النظام، وكيف تؤثر على حياتنا اليومية. فالوعي هو الخطوة الأولى نحو المطالبة بنظام عالمي أكثر عدالة وتوازناً، يخدم مصالح البشرية جمعاء، بدلاً من أن يكون مجرد أداة في يد قلة تتحكم بمصير الملايين. إن صراع الأفكار والنفوذ مستمر، ومستقبل العالم يعتمد على من سيتجرأ على تشكيله
هل العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟
تفكيك النظام العالمي الجديد وصعود الأقطاب البديلة
منذ أن أعلنت الولايات المتحدة بقيادة جورج بوش الأب عن قيام "النظام العالمي الجديد" خلال حرب الخليج الثانية، بدا أن واشنطن تسعى لتكريس نفسها كقطب أوحد يتحكم في مصير العالم. هذا النظام بُني على فكرة الهيمنة الأمريكية، مدعومًا بشبكة من التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وعلى رأسها مؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إلى جانب هيمنة الشركات العابرة للحدود.
لكن، هذا التفوق الأمريكي لم يكن مقدّرًا له أن يدوم إلى الأبد. فمع مرور الوقت، ظهرت قوى دولية جديدة بدأت تزاحم الولايات المتحدة على النفوذ، وفي مقدمتها روسيا والصين.
روسيا: استعادة مجد مفقود
بالنسبة لروسيا، كان انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات بمثابة "مهانة تاريخية"، كما وصفها الرئيس فلاديمير بوتين. ومنذ ذلك الحين، تسعى موسكو بكل قوة لاستعادة نفوذها الجيوسياسي، وفرض نفسها من جديد كلاعب أساسي في النظام الدولي.
وقد ظهر ذلك بوضوح في تدخلاتها في أوكرانيا، ووجودها المتنامي في القوقاز وآسيا الوسطى، فضلاً عن تعزيز تحالفاتها العسكرية والاقتصادية مع قوى مناوئة للغرب.
الصين: الصعود الصامت… والخطير
أما الصين، فاتبعت مسارًا أكثر هدوءًا، لكنه أكثر فاعلية. استطاعت بكين أن تتحول إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وبدأت في نسج شبكة نفوذ عالمي من خلال مبادرة "الحزام والطريق"، التي تستهدف تعزيز الروابط التجارية والاستراتيجية مع عشرات الدول حول العالم.
الصين أيضًا باتت أكثر جرأة في تحركاتها العسكرية، لا سيما في بحر الصين الجنوبي، مع تصاعد تهديداتها لتايوان، وزيادة دعمها لروسيا على المستوى الدولي، فضلًا عن انخراطها في سباق تسلح متطور يشمل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وحتى الفضاء.
هل نحن أمام حرب باردة جديدة… أم مواجهة مباشرة؟
التحالف غير المعلن بين روسيا والصين، مقابل التحالفات الغربية بقيادة الولايات المتحدة، يعيد للأذهان أجواء الحرب الباردة، ولكن بخصائص أكثر تعقيدًا.
الخوف الأكبر هو أن هذا التوتر لا يظل في إطار المناوشات السياسية والاقتصادية فقط، بل يتطور إلى صدام مباشر.
أوكرانيا كانت نموذجًا أوليًا لصراع القوى. أما تايوان، فقد تكون الشرارة القادمة. وفي حال وقعت المواجهة، فإن العالم قد يشهد حربًا عالمية ثالثة، لكنها لن تشبه ما سبقها من حروب، بل ستكون مزيجًا من:
- صراع اقتصادي شامل
- هجمات سيبرانية مدمرة
- استخدام محتمل للأسلحة النووية أو الذكية
- انهيارات في سلاسل الإمداد والأنظمة المالية العالمية
المعركة على كل الجبهات
المواجهة القادمة – إن وقعت – لن تقتصر على الجيوش. فالمعركة اليوم أصبحت على الهيمنة التكنولوجية، والعملة العالمية، والنفط والغاز، والبيانات والذكاء الاصطناعي.
من يربح هذه الحرب، سيعيد تشكيل خريطة العالم ويكتب قواعد النظام القادم ومن يخسر، لن يكون مجرد طرف مهزوم، بل قد يواجه انهيارًا اقتصاديًا أو وجوديًا.
هل اقتربت ساعة الصفر؟
السؤال الحقيقي لم يعد "هل ستقع الحرب؟"، بل "متى؟".
فالعالم اليوم يبدو كبرميل بارود، والقيادات السياسية في معظم الدول الكبرى تتصرف بمزيد من العناد والتهور.
ومع غياب لغة التفاهم وارتفاع صوت المصالح فقط، فإن اندلاع شرارة الحرب يبدو أقرب مما نتصور.
النظام العالمي الجديد الذي تشكل بعد حرب الخليج، ووُلد من رحم الهيمنة الأمريكية، بات اليوم على المحك. وكل القوى – من الشرق والغرب – بدأت تستعد لمعركة تحديد المصير. لكن، كما هو الحال دائمًا، من سيدفع الثمن الأكبر هم الشعوب، التي لا تملك من أمرها شيئًا سوى أن تنتظر قرارات الكبار… وتتحمل العواقب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش - مرجعيات
- حول خطاب الرئيس جورج بوش الأب وإعلان "النظام العالمي الجديد":
- Address Before a Joint Session of the Congress on the Persian Gulf Crisis and the Budget Agreement. - The American Presidency Project
- The New World Order: A Bush Vision or a Global Reality? - Foreign Affairs (1991)
- انهيار الاتحاد السوفيتي وتغير النظام الدولي:
- Dissolution of the Soviet Union - Wikipedia
- The End of the Cold War and the Collapse of the Soviet Union - Council on Foreign Relations
- دور الشركات عابرة القوميات والمؤسسات في النظام العالمي (وفقاً لتشومسكي وستيجليتز):
- Noam Chomsky - Wikipedia
- Joseph Stiglitz - Wikipedia
- Transnational Corporation - Britannica
- شخصيات أمريكية بارزة وعلاقتها بالشركات (ديك تشيني، عائلة بوش، دونالد رامسفيلد):
- Dick Cheney - Wikipedia
- Bush family - Wikipedia
- Donald Rumsfeld - Wikipedia
- جورج بوش الأب وعلاقته بالشركات:
- George H.W. Bush - Wikipedia
- United Fruit Company - Wikipedia
- جون بركنز وتجربته في بنما (عمر توريخوس):
- Omar Torrijos - Wikipedia
- Death of Omar Torrijos - Wikipedia (مع الإشارة إلى الجدل حول الأسباب).
- United States invasion of Panama - Wikipedia
- دور صندوق النقد الدولي والبنك الدولي:
- About the IMF - International Monetary Fund
- About Us - World Bank
- Criticism of the International Monetary Fund - Wikipedia
- Criticism of the World Bank - Wikipedia
- ميشيل تشوسودوفيسكي وكتاب "عولمة الفقر":
- Michel Chossudovsky - Wikipedia
- أهداف الولايات المتحدة من النظام العالمي الجديد (الهيمنة غير العسكرية):
- U.S. Grand Strategy After the Cold War - RAND Corporation
- American Foreign Policy After the Cold War - Foreign Policy Research Institute
- القوى الصاعدة (الصين، روسيا، إيران، الهند) وتحديات النظام العالمي:
- China's Rise: Challenges and Opportunities - Council on Foreign Relations
- Russia's Foreign Policy - Council on Foreign Relations
- Iran's Foreign Policy - Chatham House
- India's Rise - Brookings
- Is the World Becoming Multipolar? - Foreign Affairs
تعليق واحد