الدروس غير المستفادة من غرق عبارات البحر الأحمر «دراسة حالة السلام 98»
![]() |
كتب: خبراء في اليات النقل البحري
حدوث حريق بجراج السفينة استخدمت المياه بكثرة في الإطفاء وتراكمت نتيجة لانسداد بالوعات الصرف وكونت سطحاً حراً يتحرك مع حركة السفينة مما أثر علي الاتزان «يقلل من ارتفاع مركز ثقل السفينة» وعندما وصل ارتفاع هذه المياه إلي 15 سم وأكثر ومع حركة السفينة «درفتها» يميناً ويساراً يتحرك السطح الحر «المياه» إلي إن وصلت درجة الميل ناحية الجانب الأيمن إلي 20 درجة وأصبح من الصعب استعدالها، فانقلبت وغرقت .
![]() |
الدروس غير المستفادة من غرق عبارات البحر الأحمر «دراسة حالة السلام 98» |
ومن المؤكد حالياً أن هناك سبباً آخر ساعد علي استمرار الحريق بالجراج وأيضاً علي غرق العبارة السلام 98 وهو قيام طاقم العبارة بفتح باب المرشد الموجود علي جانب أيمن السفينة بغرض التخلص من الدخان الكثيف بالجراج مما أدي إلي دخول هواء ساعد علي استمرار الحريق وأيضاً دخول مياه البحر للجراج نتيجة ميل السفينة للجانب الأيمن.
الأخطاء التي أدت إلي حدوث الحريق واستمراره :
- قيام سائقي سيارات النقل بالجراج بعمل المشروبات الساخنة داخل الجراج باستخدام مواقد غاز مع وجود مواد سريعة الاشتعال بهذه السيارات.
- وجود براميل داخل الجراج تحتوي علي مواد بترولية وشحومات مخالفاً بذلك أبسط مباديء منع الحرائق.
- فتح باب المرشد جانب أيمن العبارة للتخلص من كثافة الادخنة ساعد علي استمرار الحريق بدخول هواء جديد.
- عدم وجود النظام الآلي لإطفاء الحريق بالمياه داخل غرف الماكينات مخالفاً لما نص عليه في اتفاقية سلامة الأرواح (Solas) safety of life at sea وكلها مسئوليات الربان وضابط أول السفينة وكان في الإمكان تلافيها.
الأخطاء التي أدت لفقد الأرواح :
- إهمال طاقم السفينة في بداية الرحلة في إبلاغ الركاب عن واجباتهم وإماكن تواجدهم والقوارب والرماثات المخصصة لهم عند الطوارئ وكذلك إعطاؤهم سترات النجاة
- تأخر ربان السفينة في إتخاذ قرار الاستغاثة حتي لحظة الغرق، وأيضا عدم اتخاذ قرار ترك السفينة مما أدي لعدم إنزال العائمات والركاب.
- لم يبلغ ربان السفينة إدارة الشركة بوجود حريق بالسفينة، خاصة أن الحريق استمر أربع ساعات ونصف قبل الغرق مباشرة «أي الساعة الواحدة وثلاثون دقيقة فجر يوم الجمعة 3/2/2006».
- لم تقوم إدارة شركة السلام بمتابعة وصول السفينة لميناء سفاجا حيث كان مقرراً وصولها الساعة الثانية والنصف فجر يوم الجمعة 3-2-2006 «غادرت ميناء ضباء السعودي الساعة السابعة والدقيقة الثامنة عشر مساء الخميس 2/2/2006».
- كان في سلطات ربان السفينة سانت كاترين- إحدي سفن شركة السلام- تقديم المساعدة للسلام 98 أثناء قيامه برحلة من ميناء سفاجا لميناء ضباء وبالأخص بعد استقباله اتصالاً من ضابط ثالث السفينة الغارقة الساعة السادسة والدقيقة 57 صباح الجمعة 3-2-2006 يفيد بغرق السفينة السلام 98، وكان في إمكانه إلقاء رماثات نجاة أو إنزال قوارب نجاة.
- الرماثات التي كانت علي السفينة الغارقة منتهية الصلاحية قبل الحادث بخمس سنوات وكذلك مكوناتها «مياه- أدوية- طعام- معدات- استغاثة».
- دولة علم السفينة الغارقة «بنما» حددت مدي عمل السفينة بـ 20 ميلاً فقط بعيداً عن الساحل، ولكن الإدارة المختصة في السلامة البحرية أعطتها إمكانية الإبحار لرحلات دولية قصيرة «أقل من 600 ميل بحري».
الأخطاء التي أدت لزيادة عدد المفقودين «المتوفين» :
- عدم تقديم أية مساعدة من السفينة سانت كاترين التابعة لشركة السلام أثناء تواجدها بالقرب من السفينة الغارقة بحجة أن سرعة الرياح شديدة وكذلك ارتفاع الامواج، وهذا مخالف للحقيقة حيث بيانات الصندوق الأسود« VDR»Voyage data recorders تفيد بأن أقصي سرعة للرياح عند الغرق لا تتعدي 15 عقدة وأقصي ارتفاع للأمواج لم يتعد 1.5 متر.
- تأخر الجهات المسئولة عن البحث والإنقاذ في الاستجابة لإشارات الاستغاثة المرسلة من عدة مصادر مختلفة وهي كالآتي :
emergency positioon indiecating raoto beacon
الذي يعمل آليا ً عند غرق السفن علي عمق من 2 : 4 أمتار ويرسل شفرة عبارة عن 9 أرقام حسابية تبين جنسية السفينة وعلامة ندائها ورقم التعارفI.O) Identification No (
وقد ثبت فعلاً أن هذا الجهاز الموجود علي العبارة السلام 98 قد أرسل إشارة الاستغاثة وقد استقبلها جهاز استقبال باسكتلندا وأعاد إرسالها إلي الجزائر التي بدورها أرسلتها إلي الجهات المسئولة عن البحث والانقاذ بمصر «عدد هذه الرسائل خمس عشرة رسالة» أول إشارة كانت في تمام الساعة الثالثة وتسع دقائق فجر يوم الجمعة الموافق 3-2-2006 بتوقيت القاهرة.
وهذا ما أكدته سفيرة بنما بالمملكة المتحدة والممثل الدائم لبنما في المنظمة البحرية الدولية IMO) International maritime organization)
حيث أفادت أنه في تمام الساعة 33 : 23 يوم 2-2-2006 أن القمر الصناعي الذي يعمل في نظام كوسباس ساراسات قد تلقي إشارة الاستغاثة من جهاز الايبرب EPIRB الخاص بالسفينة السلام 98 من خلال محطات استقبال أرضية متعددة في كل من «الجزائر- فرنسا- النرويج- اسبانيا تركيا» ولكن لم يتم تحديد مكان السفينة المستغيثة إلا بعد اتخاذ بعض الإجراءات
أوضحت في خطاب السفيرة- ثم قام مركز مراقبة المهمات الجزائري ALMCC بإرسال معلومات الاستغاثة لجهة الاختصاص بمصر المسئولة عن البحث والانقاذ وقد تم إرسال معلومات الاستغاثة المشار إليها بأولوية عاليةss .
ب- ربان السفينة الغارقة «السلام 98» أرسل إشارة استغاثة قبل غرق السفينة مباشرة الساعة الواحدة وثلاثون دقيقة فجر يوم الجمعة 3-2-2006 وهي الإشارة المتعارف عليها عالمياً MAY DAY وقد استقبلتها السفينة سانت كاترين التابعة لشركة السلام حيث كانت السفينة في رحلة من سفاجا لضباء، وقامت السفينة سانت كاترين بإعادة إرسال إشارة الاستغاثة لمحطة راديو جدة والتي قامت بدورها بإعادة إذاعتها الساعة الثانية فجر الجمعة- بتوقيت القاهرة- علي أجهزة النافتكس الموجودة علي جميع السفن، وقد حددت الإشارة موقع السفينة الغارقة.
ج- كان ميناء بسفاجا سفينتان لشركة السلام «فارس السلام- اليانور» وقد استقبلت هذه السفن إشارة الاستغاثة- مثبت ذلك- ماذا فعلت هذه السفن بالإشارة؟ وهل تم إبلاغ قيادات الشركة ؟
د- أفاد نائب مدير ميناء سفاجا بأنه عندما شعر بتأخر وصول السفينة السلام 98 عن موعدها المقرر أبلغ المسئولين عن تشغيل نظام VESSEL TRAFFIC SERVICE(V.T.S) بضرورة المساعدة في البحث عن السفينة أو بتحديد أي شيء عنها.
استقبل ربان السفينة سانت كاترين اتصالاً تليفونياً الساعة السادسة والدقيقة السابعة والخمسون صباح يوم الجمعة 3-2-2006 من ضابط ثالث السفينة الغارقة يبلغه بغرق السفينة بالكامل وأنه يتحدث من داخل قارب النجاة، وقد قام ربان السفينة سانت كاترين بإبلاغ هذه الإشارة والاتصال التليفوني لمكتب شركة السلام سفاجا والقاهرة كما أخطر ميناء ضباء السعودي وأرسل إشارة استغاثة لجميع السفن الموجودة بمنطقة الكارثة وذلك علي القناة رقم 16.
و- بالرغم من ذلك قامت إدارة شركة السلام بإبلاغ رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر في تمام الساعة السابعة وخمس عشرة دقيقة صباح يوم الجمعة 3-2-2006 بأن السفينة مفقودة وليست غارقة.
قام رئيس مجلس إدارة هيئة موانئ البحر الأحمر بإرسال إشارة تليفونية للجهات المسئولة عن البحث والإنقاذ في تمام الساعة السابعة والدقيقة السادسة والثلاثون بطلب طائرة هليوكوبتر للبحث عن السفينة السلام 98 بناء علي طلب أصحاب شركة السلام.
- ح- ثم قام رئيس موانئ البحر الأحمر بإرسال فاكس للجهات المسئولة عن البحث والانقاذ وذلك في تمام الساعة الثامنة والدقيقة الحادية والثلاثون صباح يوم الجمعة 3-2-2006 مرفق به خريطة توضح موقع السفينة وبأنها قد غرقت!!
ط- المثبت أن أول طائرة أقلعت للبحث كانت في تمام الساعة العاشرة والدقيقة السابعة والأربعون صباح يوم الجمعة 3-2-2006 ؟؟ علامات استفهام عديدة.
ك- في تمام الساعة الثالثة عصر يوم الجمعة 3-2-2006 تم التقاط أول شخص من الناجين أي بعد غرق السفينة بأكثر من ثلاثة عشر ساعة كاملة ؟؟؟ علامات استفهام.
ل- كان لشركة السلام عبارتان بميناء الغردقة وهما من العبارات السريعة «فارس السلام- اليانور» وأي منهما تستطيع الوصول لمكان غرق السفينة السلام 98 في ساعتين علي الأكثر، بالرغم من طلب رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر من شركة السلام بضرورة خروجها وذلك في تمام الساعة التاسعة صباح يوم الجمعة 3-2-2006 إلا أن العبارة «اليانور» لم تبحر إلا الساعة الثالثة عصر يوم الجمعة 3-2-2006 مع العلم بأنها مخطط لابحارها في رحلة عادية الساعة الثانية عشر ظهراً يوم الجمعة 3-2-2006 وبالرغم من ذلك استطاعت هذه العبارة انتشال 148 راكباً من الأحياء!!
والسؤال ما هو عدد الأحياء الذين كان يمكن انتشالهم بواسطة العبارتين «فارس السلام- اليانور» لو كانتا قد ابحرتا عند استقبالهما إشارات الاستغاثة- السابق الإشارة إليها؟ أو عندما طلب رئيس هيئة مواني البحر الأحمر؟
كل ما سبق أدي لارتفاع عدد المفقودين «متوفين» في كارثة السلام 98 حيث وصل عددهم 1033 شخصاً من إجمالي عدد الركاب البالغ 1416 شخصاً حيث تم إنقاذ 383 ظلوا يصارعون الموت أكثر من 14 ساعة، ونهاية أود الإشارة للآتي:
- لا قدر الله ولا سمح ما هي الإمكانيات المتاحة حالياً بكل أجهزة الدولة المعنية في هذا الشأن لانقاذ أرواح بالبحار؟! وخاصة لو كانت أعدادهم بالمئات؟
- هناك منحة من الولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ 100 مليون دولار لإقامة نظام V.T.S وإنشاء مركز الإنقاذ بالبحر الأحمر أقرت عام 2005 ومن ضمنها عدد 11 لنشاً سريعاً أين هذه المنحة وأين هذه اللنشات الآن؟
- هل تمت محاسبة الأجهزة المعنية بمصر علي الأخطاء التي أدت لفقد أرواح 1033 شخصاً أم تم الاكتفاء بمحاسبة أصحاب شركة السلام فقط؟ وبعض قيادات موانئ البحر الأحمر؟
- هل استطاعت أجهزة الدولة المختلفة إدارة الأزمة كما يجب ؟ وهل تم الاعداد المطلوب لإدارة أزمة جديدة لا قدر الله.
- لا قدر الله ولا سمح ما هي الإمكانيات المتاحة حالياً بكل أجهزة الدولة المعنية في هذا الشأن لانقاذ أرواح بالبحار؟! وخاصة لو كانت أعدادهم بالمئات؟
- هناك منحة من الولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ 100 مليون دولار لإقامة نظام V.T.S وإنشاء مركز الإنقاذ بالبحر الأحمر أقرت عام 2005 ومن ضمنها عدد 11 لنشاً سريعاً أين هذه المنحة وأين هذه اللنشات الآن؟
- هل تمت محاسبة الأجهزة المعنية بمصر علي الأخطاء التي أدت لفقد أرواح 1033 شخصاً أم تم الاكتفاء بمحاسبة أصحاب شركة السلام فقط؟ وبعض قيادات موانئ البحر الأحمر؟
- هل استطاعت أجهزة الدولة المختلفة إدارة الأزمة كما يجب ؟ وهل تم الاعداد المطلوب لإدارة أزمة جديدة لا قدر الله.
![]() |
- هل تمتلك مصر سفينة واحدة فقط مخصصة لعمليات إنقاد الأرواح بالبحار؟
كل هذه الأسئلة في حاجة إلي إجابات علمية وليست إعلامية؟
الانضمام إلى المحادثة