أحاديث الفتـن في أخـر الزمـان "بيعة الإمام المهدي والأحداث التي تتبعها "
 |
- أهم النصوص التي تتحدث عن بيعة المهدي عليه السلام وما يتبع ذلك من أحداث .
- متى تكون بداية التحرك لبيعة المهدي .
- المقصود بكلمة ( خليفة ) الذي يقتتل ثلاثة بعد موته .
- المرحلة التي يظهر فيها المهدي عليه السلام ..
- عدد الذين يبايعون المهدي عليه السلام بين الركن والمقام ، والصفات التي تميزهم عن غيرهم .
- أصناف جيش السفياني ، ( جيش الخسف ).
- المقصود : بالمستبصر ، والمجبور ، وعابري السبيل .
- أولى الملاحم التي يخوضها المهدي عليه السلام .
- غنيمة كلب ، وتوصيف الرسول لمن لم يحضرها .
👇
1- عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : عَبَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ! صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ ! فَقَالَ : الْعَجَبُ إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ بِالْبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ . قَالَ نَعَمْ فِيهِمُ الْمُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا واحداً ويصدرون مصادر شتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ) . ([1])
*شرح الغريب
*المستبصر
هو المستبين لذلك الأمر –أي غزو الكعبة بمن فيها - القاصد له عمداً .
*المجبور
هو المكره على المسير مع الجيش .
*ابن السبيل
أي سالك الطريق الذي يقدّر الله سبحانه وتعالى اجتماعه مع الجيش ساعة الخسف بالرغم أنه ليس من الجيش .
([2])
2- عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ قَالَ : دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وَأَنَا مَعَهُمَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَسَأَلَاهَا عَنِ الْجَيْشِ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِ وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام : ( يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا ؟ قَالَ : يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ ، وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَلَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ فَقُلْتُ إِنَّهَا إِنَّمَا قَالَتْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ فَقَـالَ أَبُو جَعْفَرٍ : كَلَّا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَبَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ ([3])
3- عن حَفْصَة رضي الله عنها أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ عليه الصلاة والسلام يَقُولُ : ( لَيَؤُمَّنَّ هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوْسَطِهِمْ وَيُنَادِي أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ ثُمَّ يُخْسَفُ بِهِمْ فَلَا يَبْقَى إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ . ([4])
وفي رواية : ( سَيَعُوذُ بِهَذَا الْبَيْتِ يَعْنِي الْكَعْبَةَ قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلَا عَدَدٌ وَلَا عُدَّةٌ ( ([5])
4- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي إِذِ احْتَفَزَ جَالِسًا وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَسْتَرْجِعُ ؟ قَالَ : ( جَيْشٌ مِنْ أُمَّتِي يَجِيئُونَ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ يَؤُمُّونَ الْبَيْتَ لِرَجُلٍ يَمْنَعُهُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ خُسِفَ بِهِمْ وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى .. ( ([6])
5 - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام قَالَ : *( يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَة*ٍ ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ ، وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ ، فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ، ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ . ( ([7])
6 - عن محمد بن الحنفية قال : { كنا عند علي رضي الله عنه فسأله رجل عن المهدي فقال علي رضي الله عنه : هيهات ثم عقد بيده سبعا فقال ذاك يخرج في آخر الزمان إذا قال الرجل الله الله قتل فيجمع الله تعالى له قوما قزع كقزع السحاب يؤلف الله بين قلوبهم لايستوحشون إلى أحد ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر قال أبو الطفيل قال بن الحنفية : أتريده ؟ قلت : نعم . قال : إنه يخرج من بين هذين الخشبتين . قلت : لا جرم والله لا أريهما حتى أموت فمات بها يعني مكة حرسها الله تعالى . } ([8])
7 - عن تبيع قال : {سيعوذ بمكة عائذ فيقتل ثم يمكث الناس برهة من دهرهم ثم يعوذ آخر فإن أدركته فلا تغزونه فإنه جيش الخسف } ([9])
الشرح
هذه أهم النصوص التي تتحدث عن بيعة المهدي عليه السلام ، وما يتبع ذلك من أحداث ، ولنا مع هذه النصوص عدة وقفات :
الوقفة الأولى:
👈 *يتضح من بعض الأحاديث – خاصة حديث أم سلمة - *أن بداية التحرك لبيعة المهدي تكون بعد موت خليفة*
وقد جاءت اللفظة غير معرفة ( نكرة ) مما يشير إلى أن هناك مُلك في ذلك الزمان يقوم على التوارث واستخلاف الملوك لبعضهم لبعض .. *وليس المراد بهذه الكلمة خليفة المسلمين جميعاً ؛* إذ لو كان كذلك لجاءت كلمة خليفة معرفة بأل ( الخليفة ) للدلالة على الخليفة المعهود للمسلمين .
👈 كذلك يتضح من نفس الرواية أن التحرك الذي يحصل في مكة يتبعه تحرك جيش من الشام للنيل به ، مما يشير إلى أن هناك نوع قيادة للشام على الجزيرة العربية .
👈 كذلك في الحديث إشارة إلى أن الناس يقعون في تهارج واختلاف شديد بعد موت ذلك الخليفة ، وهذا التهارج يصل إلى المدينة المنورة ، فيهرب منها الإمام المهدي عليه السلام ، وهذا يُظهر لنا أنه يكون حريصاً على اجتناب الفتن ، *وقد ورد في بعض الآثار أن من أوصافه أنه لم تلبسه فتنة
👈 كذلك يشير الأمر إلى أنه ليس من طلاب الملك ، ولا ممن يسعون له ؛ أي أن المهدي يكون خارج الأضواء ، ويعزز هذا الرأي أنه ورد في رواية أنه يبايَع وهو كاره للأمر ، وفي روايات أخرى تشير إلى أنه يهرب من الناس عدة مرات قبل أن يُبايع .
👈 ويتضح من نفس الرواية أن هناك تحركات من بعض أفراد الأمة ممن اجتباهم الله ، ويريد أهل هذه التحركات إخراج الأمة مما هي فيه من اختلاف وتهارج ، ويتنسمون في نفس المرحلة خروج الرجل الموعود به والمنتظر .
👈 وهذا يشير إلى أنهم أهل علم بالكتاب والسنة ممن رزقوا البصيرة في تعيين وقت خروجه وصفاته* ، وقد جاء في رواية أم سلمة أنهم من أهل مكة ، *وفي رواية أخرى أنهم علماء من أقطار شتى يجتمعون على غير ميعاد بينهم* ، ويتفقون على أوصاف محددة ، ويجدّون في البحث عنها ، ووقوع هذا الأمر ليس بغريب ، ولن تعدم الأمة في أصعب ظروفها من الهداية لهذا الأمر العظيم ، بل تساق إليه تحقيقاً لوعد الله سبحانه وتعالى .
وليس اجتماعهم بأغرب من اجتماع موسى بالرجل اللدني عند مجمع البحرين ، ولا بأغرب من خروج سلمان الفارسي من معبد النار في فارس والتقائه بالنبي عليه الصلاة والسلام ، ولا بخروج تميم من لجج البحر بعد أغرب رحلة في الحياة واجتماعه برسول الله صل الله عليه وسلم .
*الوقفة الثانية
يتضح من رواية الإمام علي أن المهدي يخرج في مرحلة تكون الحرب على دين الله سبحانه وتعالى على أشدها ، لدرجة أن من يقول الله الله يُقتل ، و يعزز هذا الأثر ما ورد من انتشار الظلم والجور في الأرض ، وأعظم الجور هو بمحاربة أهل الله سبحانه وتعالى في الأرض .
*الوقفة الثالثة
يتضح من أكثر الروايات أن بداية خروج المهدي عليه السلام ومعرفته يكون عند بيعته بين الركن والمقام ، أما قبل ذلك فيكون رجلاً مغموراً ، وهذا لا يتعارض إلا ظاهرياً مع الحديث الوارد بأن الرايات السود التي تخرج من خراسان فيها خليفة الله المهدي عليه السلام ؛ لأنه يمكن حمل تلك الرواية على أن هذا الجيش الذي يخرج من خراسان فيه الأنصار والممهدون لتمكين خليفة الله المهدي في الأرض وقد سبق بيان ذلك .
*الوقفة الرابعة
يتضح من الروايات *أن الذين يبايعون المهدي – ويقال أن عددهم الأولي كعدة أهل بدر* – يلجأون إلى البيت الحرام بقصد المنعة والأمان على أنفسهم بحرم الله سبحانه وتعالى .
ويلحظ أن هؤلاء عند بداية بيعتهم لا يكونون من أهل المنعة والسلاح والعدة ، بل يكونون مجردين من السلاح والمنعة .
مما يشير أنهم يكونون على بينة من أمرهم لدرجة يقينية تعزز عندهم أن هناك نصرة ربانية خاصة لهم كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ؛ لذا لم يلتفتوا للنتائج ، ولم يعدوا العدة لها ، وإنما لجئوا إلى بيت الله وفي كنفه .
👈 *وهناك فائدة في غاية الأهمية ، وهي أن هؤلاء هم أصحاب رسالة ، وليسوا أصحاب أغراض سياسية أو مآرب شخصية ؛ وهم أولى الناس في احترام تعاليم الإسلام وقدسية البلد الحرام ؛ لذا يحرصون على عدم استحلال البيت أو جعله ساحة للقتال ، وهذا الالتزام المبدئي عندهم كان سبباً في أن يتوكل صاحب البيت بعقاب المعتدين على بيته بخسف الأرض من تحتهم .
ويتضح أن هذه البيعة يكون لها ضجتها في الأرض حتى *يُحرك لأجلها جيش من الشام يتضمن ثلاثة أصناف
*الصنف الأول*
هم المستبصرون ، وهم علية القوم ممن يحادون الله ورسوله ، ويجتهدون لتبكيت أهل الله في الأرض أينما كانوا .
*والصنف الثاني:* المجبورون على السير مع الجيش حسب أنظمة ذلك الزمان ، وهؤلاء هم الكارهون لغزو بيت الله الحرام .
هم المستبصرون ، وهم علية القوم ممن يحادون الله ورسوله ، ويجتهدون لتبكيت أهل الله في الأرض أينما كانوا .
*والصنف الثاني:* المجبورون على السير مع الجيش حسب أنظمة ذلك الزمان ، وهؤلاء هم الكارهون لغزو بيت الله الحرام .
*والصنف الثالث
عابرو السبيل ممن يقدر الله سبحانه وتعالى أن يكونوا قريبين من هذا الجيش ساعة الخسف .
ويتضح من الروايات أن هذا الخسف يحصل في بيداء المدينة بعد ذي الحليفة ( آبار علي ) ، أي قبل وصولهم لمكة بقرابة الثلاثمائة وخمسين ميلاً أو يزيد .
ويتضح أن هذا الخسف ينالهم جميعاً ، وفي روايات لا ينجو إلا من يخبر عن الجيش ، وفي روايات أن الناجي من الخسف يخرج بصورة مشوهة .
ويتضح من الروايات أن هذا الخسف يحصل في بيداء المدينة بعد ذي الحليفة ( آبار علي ) ، أي قبل وصولهم لمكة بقرابة الثلاثمائة وخمسين ميلاً أو يزيد .
ويتضح أن هذا الخسف ينالهم جميعاً ، وفي روايات لا ينجو إلا من يخبر عن الجيش ، وفي روايات أن الناجي من الخسف يخرج بصورة مشوهة .
ويتضح من مجموع أحاديث أن هذا الخسف هو الخسف الثالث المقصود في الآيات العظام العشر بعد خسفي المشرق والمغرب .
وكذلك *يعتبر هذا الخسف هو العلامة الأقوى في الدلالة على أن العائذين بالبيت هم المهدي وأنصاره* كما أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام ؛ لذا يتحرك أهل الله خاصة من الشام ومن العراق نحو مكة لبيعة المهدي ، وبذلك تتم البيعة ، وتكتمل البذرة الأولى لجيش العالمية الثانية للإسلام في آخر الزمان .
ولا ننسى أنه يكون للمهدي أيضاً أنصار من جهة المشرق يتحركون صوب إيلياء ويمهدون له الإمامة في نفس الوقت .
*الوقفة الخامسة
غنيمة كلب .
الملاحظ في حديث أم سلمة أنه أشار إلى وقعة تقع بين المهدي عليه السلام وأنصاره من جهة ، وبين رجل قرشي أخواله من قبيلة كلب من جهة أخرى ، وهذه الوقعة *تعتبر أولى الملاحم التي يخوضها المهدي عليه السلام .*
ويتضح من سياق الحديث أن المعركة عظيمة ومفصلية ، ولعله يترتب عليها انتقال ملك المهدي للشام أو تكون ممهدة لذلك ، ويتضح أيضاً أنه يترتب عليها بعد انتصار المهدي عليه السلام غنائم كثيرة تنالها الطائفة المنصورة من المعركة ؛ لذا جاء الترغيب في خوض هذه المعركة والمشاركة فيها بقول النبي عليه الصلاة والسلام *(الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب ) .*
وقد أشار الحديث إلى أن الإسلام يلقي بجرانه في الأرض للدلالة على التمكين الذي يحظى به المهدي بعد ذلك حتى يعم الإسلام الأرض
المهدي المنتظر وفقًا للسنة النبوية كما يفسرها ابن باز
كما تم الإشارة إليه، فقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن المهدي المنتظر حيث قال: “لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي”.
وأكد ابن باز أيضًا في حديثه عن المهدي أنه سيظهر في آخر الزمان، وسيكون هذا الوقت قريبًا من ظهور المسيح الدجال.
عندما يحدث الخلاف بين الناس حول وفاة الخليفة، سيظهر المهدي ليحقق العدل بين الجميع لمدة تتراوح بين سبع إلى تسع سنوات. وقد وردت في العديد من الأحاديث أن نزول المسيح عيسى ابن مريم سيكون موازيًا لخروج المهدي.
كما أشار ابن باز إلى أن اسم المهدي هو محمد بن عبد الله العلوي الحسني، ويعتبر نعمة للبشرية كونه سيقضي على الظلم ويساعد في نشر الخير، وبالتالي سيتمكن من تحقيق العدالة وإرشاد الناس، فهو ينتمي إلى نسل الحسن بن علي بن أبي طالب. وقد ذكر أن جميع الأحاديث النبوية تتفق في الإشارة إلى خروجه.
الخصائص التفصيلية للمهدي المنتظر
سيكون اسمه مشابهًا لاسم النبي صلى الله عليه وسلم كما تمت الإشارة سابقًا، حيث لا يمكن أن يكون أي اسم آخر.
أما كنيته فهي “المهدي”، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: “يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث”، وهذه الكنية لا يمكن إطلاقها على أي إنسان، حيث أن الخلفاء الراشدين قد شاركوا في هذا اللقب أيضًا.
كما يعرف أيضًا باسم “المنتظر”، إذ تنتظره الأمة الإسلامية بأسرها بفارغ الصبر.
بالنسبة لنسبه، فهو من نسل السيدة فاطمة الزهراء، ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، مما يجعله ينتمي إلى آل بيت الرسول.
يمتاز بأنفه الصغير وجبهته العريضة، بينما الشعر سيكون منحسرًا إلى الخلف.
ستتاح له الفرصة ليصبح خليفة في ليلة معينة بفضل الله، وهذه علامة مهمة تؤكد أنه هو المهدي، والله أعلم.
علامات ظهور المهدي وفقًا لأهل السنة
قال العلماء إنه ستظهر العديد من العلامات المرتبطة بظهور المهدي، رغم أن هناك اختلافات في الآراء حولها. وقد تضمنت هذه العلامات زيادة الفساد وانتشار القذف وتسهيل الخمر، بالإضافة إلى القتل والكذب.
كما تشمل هذه العلامات كثرة الجهل وشهادة الزور، وانقطاع العلم، وظهور الفتن، وزوال الصالحين، وزيادة الأمطار في مقابل ضعف المحاصيل، واندلاع الصراعات.
المكان الذي سيظهر منه المهدي وفقًا لابن باز
لا يوجد نص يحدد موعد خروج المهدي أو المكان الذي سيظهر منه، رغم أنه من المحتمل أن يظهر قبل نزول سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام أو قبل ظهور المسيح الدجال.
توجد روايات تشير إلى أنه قد يخرج من مكة المكرمة، لكن لم يكن هناك تأكيد على صحة هذا الأمر.
ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتيوا إليها، فإن فيها خليفة الله المهدي”، ولكن صحة هذا الحديث أيضًا غير مؤكدة، والله أعلم.
المهدي المنتظر في القرآن الكريم
عند ظهور المهدي، سيحكم بشريعة الإسلام ويقاتل كل ظالم وفاسد على وجه الأرض، وسيتغلب على كل من يعاند الإسلام.
على الرغم من رغبة الكثيرين في معرفة الآيات القرآنية التي تدعم هذه الفكرة، يجب الإشارة إلى أن القرآن الكريم لم يحتوي على نص صريح بهذا المعنى، لكن تعد الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم مرجعًا هامًا يدل على خروجه.
كما أدعوك لاستكشاف:
توجد أيضًا أحاديث تبرز هذا الصدد، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا، ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا”.
قال النبي أيضًا: “يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صِحاحًا، وتكثر الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعًا أو ثمانيًا”.
أحاديث صحيحة تتناول المهدي المنتظر
روي عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي، هذا المهدي فاتبعوه”.
وعن أم سلمة، قالت: “سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من ولد فاطمة”، وقد رواه سعيد بن المسيب.
حكم سؤال الله أن يخرج المهدي
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خروج المهدي لن يحدث إلا بعد أن تكتمل حكمة الله عز وجل. حيث قال إنه لن يظهر إلا عند انتشار الظلم والجور، مما يعني أنه لن يكون هناك عدل على الأرض. وعندئذٍ سيرسله الله تعالى ليقين العدل، ومن هنا يتضح أن سؤال الله بخروج المهدي في هذا الوقت ليس منطقيًا.
المهدي المنتظر في صحيح البخاري
ورد في صحيح البخاري حديث يذكر المهدي المنتظر، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم”.
الخلافة قبل ظهور المهدي
تظهر السنة النبوية أن الخلافة قبل ظهور المهدي ستعاني من نقص العدالة والإحسان، وستكون مليئة بالظلم والجور، وهو ما يفسر ضرورة ظهور المهدي المنتظر.
===============([1]) أخرجه مسلم برقم 2884 [ مسلم بشرح النووي (9/205) ]
([2]) النووي : شرح مسلم ( 9/206)
([3]) أخرجه مسلم برقم 2882[ مسلم بشرح النووي (9/204) ]
([4]) أخرجه مسلم برقم 2883 [ مسلم بشرح النووي (9/204) ]
([5]) أخرجه مسلم برقم 2883 [ مسلم بشرح النووي (9/205) ]
([6]) أخرجه أحمد برقم 26746 (6/349) ] والحديث له شواهد في الصحيح .
([7]) أخرجه أبو داود 4288 ( 4/175) ؛ ؛ وأحمد في باقي مسند الأنصار برقم 26745 [ المسند (6/349) ] والحاكم في الفتن بإسنادين برقم 8323 ، 8324 ، وقد سكت عن أحد الإسناد ين وصحح الآخر [ المستدرك ( 4/ 478) ]
([8]) أخرجه الحاكم برقم 8659 ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وسكت عنه الذهبي [ المستدرك 4/596) ] قال البستوي : إسناده حسن [ البستوي : المهدي المنتظر ( 208) ]
(( ) تبيع : هو بن امرأة كعب الأحبار من حمير كنيته أبو عبيد يروى عن كعب ومجاهد روى عنه أهل مصر [ ابن حبان : الثقات ( 6/122) ]
([9]) أخرجه نعيم برقم 889 ، وقال محقق الكتاب إسناده حسن [ الفتن ( 226) ] .
الانضمام إلى المحادثة