.

03‏/10‏/2011

اعترافات رجل من القوة الضاربة في الاقتصاد العربى الجذء الثانى



تحزير من قروض المنظمات الدولية .. !
أخبار اليوم : 23 - 09 - 2011


التاريخ سيسجل أياما عن هذا العصر وأحداثه الجسام والدوافع الخفية وما وراء تحويل مسارات وتفجر زلازل وظهور تضاريس لم يكشف بعد عن عواملها.. فأما عند كشف جزء من غطاء بتفاصيل ما تحته ودلائله وبالاسماء، فهذا فارق واي فارق، بين ما يقطع في أمر مبين وبين الاجتهاد الذي قد يخطيء أو يصيب.
بصراحة منقطعة النظير تأتي اعترافات جون بيركنز في كتابه القاطع الذي يفك به رموز الهيمنة الاقتصادية التي بدأت تمارسها بلاده منذ بدء السبعينيات وفي اعترافاته يروي من خلال وقائع عمله المغطي بمؤسسة أمريكية كبري كاستشاري اقتصادي كيف كان يجري التخطيط لضرب اقتصاد دول نامية تشكل مصالح استراتيجية للولايات المتحدة بهدف ادخالها حظيرة الامبراطورية، بأن يغرقونهم في القروض ، وبتراكم فوائدها ويتوقفون عن السداد فيتحولون الي عجينة لينة يسهل تشكيلها.. قام جون بيركنز بتعرية الأحوال الداخلية للنظام الذي سمي فيما بعد بالعولمة وأدي إلي افقار ملايين وملايين البشر، وكشف عن تعاون المنظمات الاقتصادية الدولية بفرض نظامها الاقتصادي المتوحش علي الدول التي وقعت في مصيدة القروض فيتحولون إلي توابع لمصالح الكوربوريشنز ذلك التحالف غير المكتوب للعلاقة التكاملية القائمة بين الحكومة في واشنطون والبنوك الامريكية والشركات العملاقة.. والذي ساعد في تحقيق ذلك وجود تلك المنظمات المالية الدولية منذ الستينيات كالبنك الدولي وصندوق النقد والممولتان اساسا من قبل الولايات المتحدة و حلفائها .. هاتان تقومان بتقديم ما يبدو كامتيازات في هيئة قروض غالبا ما تخصص لتطوير البنيات الاساسية وانشاء الطرق السريعة والموانيء والمطارات وبناء المجمعات بنوعياتها، فيكون اسناد أعمالها للشركات الأمريكية العملاقة.. يقول إن معظم هذه الاموال لا تخرج تقريبا من الولايات المتحدة وانما يحولونها من بنوك في واشنطون الي مكاتب هندسية في نيويورك وهيوستون وسان فرانسيسكو.. واقع الأمر تعاود الاموال الي الشركات العملاقة بينما الدولة المقترضة مطالبة بسداد الدين كاملا بفوائده .. من ملاحظاته التي تدعو للتوقف عندها موقف المواطن الامريكي العادي الذي يعتقد أن بلاده تساعد علي تنمية تلك البلاد المغلوبة علي امرها "" فلما يعلم أنهم يتظاهرون ضدنا أو يحرقون العلم الامريكي ويكرهوننا فهو يحتار و يتساءل بغضب لم لا نتركهم ببلادهم الملعونة ليتمرغوا معها في الفقر! "" يقول عنهم إنهم لا يفقهون رغم انهم متعلمون ومن خريجي الجامعات ولكنهم لا يدرون شيئا عن السبب الأساسي لسفاراتنا حول العالم و هو خدمة اهدافنا التي تمحورت في النصف الثاني من القرن الماضي ليصبح تحويل الجمهورية الامريكية الي امبراطورية الكون المعاصر.
هذا الكتاب المثير يتضمن فصلا متكاملا عن المخطط الذي تم تطبيقه بنجاح تام و أدي لاعادة تدوير اموال البترول السعودي أو الجزء الأعظم منها الي الخزائن الامريكية منذ أعقاب القفزة العالية لأسعار البترول التي أعقبت حرب أكتوبر 1973 ... في 16 أكتوبر 1973 قررت خمس دول خليجية و معهم ايران رفع سعر برميل البترول بنسبة 70٪ و أعقب ذلك اجتماع لوزراء البترول العرب في الكويت دعا فيه مندوب العراق الي تأميم الشركات الأمريكية مع فرض حظر كامل علي تصدير البترول وسحب الأرصدة العربية من البنوك الامريكية عقابا علي تحالف الولايات المتحدة مع اسرائيل لكن لم يحدث اتفاق علي تلك المقترحات العنيفة ، لكنهم اتفقوا في اليوم التالي علي حظر محدود يبدأ بتخفيض الانتاج 5٪ يعقبه تخفيض مماثل كل شهر... فلما طلب نكسون من الكونجرس يوم 19 أكتوبر تقديم 2.2 مليار دولار معونة حرب لاسرائيل ، ردت المملكة السعودية في اليوم التالي بحظركلي علي تصدير البترول الي الولايات المتحدة و تبعتها الدول العربية البترولية الاخري ... عندما انتهي الحظر في أول يناير 1974 كان سعر البرميل قد قفز من 1.39 دولارا في اوائل السبعينيات الي ما تعدي 8 دولارات ، غير أن الحظر قد أدي لهواجس أمريكية استدعت ان تعمل بكل سبيل علي ألا يتكرر مثل ذلك مرة اخري بأي نحو ... من ناحية أخري أدي الحظر الي رفع مكانة المملكة السعودية سياسيا لمرتبة لاعب مشارك في الحلبة الاقليمية - الدولية .. هذا بينما كان للكوربوريشنز تدبير آخر يعمل علي استعادة تلك الاموال الهائلة من حصيلة الأسعار الجديدة بأي نحو ... الذي حدث ان بمجرد انتهاء الحظر البترولي بدأت واشنطون تتفاوض مع السعوديين لتقديم دعم تقني لهم و معدات عسكرية مع عمليات تدريب .. باختصار عرضت فرصا بالجملة علي السعودية لتحويل بلادهم الي القرن العشرين ، و الاهم أن تقدم لهم السعودية بالمقابل ضمانات مؤكدة بعدم تكرار مثل هذا الحظر فاذا حدث من دول بترولية اخري تولت السعودية تغطية الفجوة ... انتهت المفاوضات بالاتفاق علي انشاء ما يصفه صاحب الاعترافات بأنه أعجب منظمة بين دولتين.. فتلك اللجنة الاقتصادية المشتركة بين الولايات المتحدة و المملكة السعودية
JECOR وتقوم علي نظرية مبتكرة مغايرة تماما عن كل برامج المساعدات الخارجية الاخري فبدلا من تولي الدولة الكبري تقديم الاموال فان الدولة التي تتلقي المساعدة هي التي تنفق الاموال علي الكوربوريشنز ... فهذه الاتفاقية أدت الي تضفير العلاقة الاقتصادية بين الدولتين وحبكت تماما أواصر الاعتماد المتبادل بينهما، و هكذا تم بناء مدن عصرية حديثة في قلب الصحراء من الألف الي الياء و تقاضت الولايات المتحدة مقابلها مليارات و مليارات ... يصف تلك المرحلة بأنها كانت لاستشاري مشارك مثله في تخطيط المشروعات - البالوعات أنها كانت مثل حلم يتحقق و خيال يتحول لواقع .. كانت فرصة اقتصادية مفتوحة علي المصراعين وتحققت بلا مثيل سابق أو لاحق.. ولم يتوقف شفط مليارات البترول عند شق الطرق و التعمير بل أدي التطور الاقتصادي للسعودية الي ضرورة توفير الحماية لهذا كله، فظهر اللون الآخر من الاحتياجات التي ما زال يزاول شفط الموارد حتي اليوم ممثلا في مشتريات السلاح التي لا تنتهي الا لتبدأ .. وما هذا سوي نذر يسير من كتاب مهم و مثير علي قائمة نيويورك تايمز لأعلي المبيعات . 


واقرا ايضا

اعترافات رجل من القوة الضاربة في الاقتصاد ! الجذء الاول

0 comments :

إرسال تعليق