أعدها لكم / محمد عنان وقبل قرأه المقال أقول وجهة نظري وباختصار الطريق الاصح الذى انتهجته في السياسة هو دعم الرئيس مبارك متمثلا في احترام لتاريخه وعطائه للوطن ومنصحا لكيفية تحقيق اهداف يناير والتي في ظاهرها حقا وفى باطنها باطل لأناس يريدون السلطة على دماء من أراد وطننا افضل وكنا ننصح بطريقه صحيحه ايجابيه للبناء على ما أعطاه الرئيس مبارك لمصر وتقويم الأخطاء التي لا بد وان تكون فى اى نظام وعليه اذا لم يكن هناك أخطاء فى أي نظام فلما استمرار الحياه من الأساس ولو لم يكن هناك أخطاء فهل ستكون هذه دنيا نسعى فيها ام اننا اصبحنا نحيا بجنة قبل الممات لذا دعونا للتعقل والتوازن وعدم المبالغة فالان الكل يشهد ان مبارك اعطى لمصر الكثير والكثير ومن سيستمر على مقولة مخلوع أقول له انت تجهل معناها واذا انت او غيرك يظن بقدرته فقط قويا على اجبار مبارك على التنحي دون استجابة من الرئيس مبارك على مطالبهم وتخوفا منه على شباب الوطن واستقراره فهو واهم يجهل الحقائق التي يدركها العقل واليه الواقع الان والعياط خير دليل على ما نقصد فـ العياط فقد شرعيته من كافة النواحي سواء الدماء التي سالت او الشرعية الدستورية او شرعية القبول الشعبي لقراراته التي تؤكد على انه ليس رئيسا شرعيا للبلاد قرارته تحترم وبالتالي شريعته في حفظ الامن العام وتوحد المصرين حوله اختفت وخير دليل على ذلك قرار الحظر والمدن الباسلة في القنال تضرب بقراره عرض الحائط والكثير الكثير و من الاخر مبارك رئيس لمصر عمل على قدر استطاعته للنهوض بنا فضلا عن انه رمز من رموز النصر ومن يختلف او ينكر ذلك فالتاريخ كفيل لان يرد على الجميع .
الفلولية كفكرة سياسية
بقلم جمال أبو الحسن ١٥/ ١/ ٢٠١٣
فى عالم السياسة لا توجد مسميات بريئة. المسميات دائماً محملة بمعانٍ ومضامين مقصودة. لا توجد ألفاظ محايدة. المسميات دوماً تخدم اتجاهاً سياسياً. الحكومة الإسرائيلية تسمى الفلسطينيين الذين يقومون بعمليات مسلحة ضدها بالمخربين والإرهابيين. حركة حماس تدعوهم بالمقاومين. فى الحالتين المسمى ينطوى على مضمون سياسى. يهدف إلى وضع المتلقي في حالة شعورية معينة. يهيئه نفسياً وعقلياً لكى يتقبل خطاباً سياسياً محدداً.
تسلل لفظ الفلول سريعاً إلى القاموس السياسي المصري بعد انتفاضة يناير ٢٠١١ بأسابيع. أغلب الظن أن اللفظ تم سكه إعلامياً، ثم ما لبث أن تم تداوله شعبياً للإشارة إلى القوى التى ترفض الثورة وتريد العودة للنظام القديم. وصل الأمر إلى حد قيام المجلس العسكرى، باستخدام لفظة الفلول فى أحد بياناته الرسمية فى إبريل ٢٠١١، عندما أشار إلى رجل الأعمال إبراهيم كامل بوصفه «أحد فلول النظام السابق». استخدم الإخوان المسلمون كذلك لفظ الفلول منذ وقت مبكر. أشار البيان الصادر عن الجماعة فى ٨ مارس ٢٠١١ بخصوص أحداث إمبابة إلى أن «فلول النظام البائد هى التى حاولت إشعال الفتن وإحياء النعرات والعصبيات الطائفية». استُخدمت كلمة الفلول كذلك فى إسقاط حكومة أحمد شفيق (لاحظ أن من حل محله ينطبق عليه الوصف الدقيق للكلمة!). وتم توظيفها بشكل مكثف للقضاء على فرص رجال الحزب الوطنى المنحل فى الانتخابات البرلمانية فى نوفمبر ٢٠١١. وأخيراً صارت الكلمة عنواناً لوصم المصريين الذين أيدوا شفيق فى الانتخابات الرئاسية فى يونيو ٢٠١٢. للكلمات دورة حياة مثل البشر. خذ مثلاً مسمى «الباشوية». قبل ثورة ١٩٥٢ كانت الباشوية لقباً سامياً يشير إلى مكانة اجتماعية وسياسية رفيعة. بعد الثورة انقلب الحال. صارت الباشوية تجسيداً لكل معانى الاستغلال وانعدام الوطنية. ويدور الزمن دورة كاملة، لتعود الباشوية فى ثوب جديد فى السبعينيات حيث صارت كلمة «باشا» تُطلق على رجال الأعمال الجدد، وجرى استخدامها كلقب شبه رسمى لرجال البوليس. اليوم تُستخدم الكلمة- بحسب السياق- للإشارة إلى كل من تريد مجاملته برفع مستواه.
بالمثل جرى استخدام كلمة فلول خلال الأيام الأولى لثورة يناير لوصف المتشبثين بالحكم السابق حفاظاً على مصالحهم أو مكانتهم السياسية والاجتماعية. خلال صيف ٢٠١١ العاصف صار الفلول هو من ليس «ثورياً» بما يكفى، أو من يناصر المجلس العسكرى ومواقفه. فى الانتخابات الرئاسية اكتسب مسمى الفلول معنى جديداً لم يدركه الكثيرون. صارت الكلمة تشير إلى كل من يرفضون حكم الإخوان المسلمين بشكل قاطع ومبدئى. خلال الأزمة الأخيرة التى أشعلها إصدار الإعلان الدستورى فى ٢٢ نوفمبر الماضى كثّف الإخوان المسلمون من استخدامهم لمصطلح الفلول فى وصف المعارضين لقرارات الرئيس. بل استخدم الرئيس محمد مرسى الكلمة مشدداً على ضرورة التمييز بين المعارضين الشرفاء ومن «يندس بينهم من الفلول». الهدف كان استحضار المعنى الأول لمصطلح الفلول بوصفهم المعارضين للثورة. واقع الأمر أن الكلمة لم تعد تشير إلى هذا المعنى، وبالتالى كان طبيعياً ألا ينطلى هذا الخطاب سوى على قلة من «مجاذيب الثورة».
ما الذى تعنيه «الفلولية»- إذا جاز التعبير- اليوم؟ «الفلولية» ببساطة هى فكرة سياسية مصرية خالصة. الفكرة تنطلق من واقع مصر الاقتصادى والاجتماعى. لا تحلق فى فراغ الأمنيات. تحتقر المزايدات. تسعى للبناء على ما هو قائم وليس «تفويره». تتخوف من التقلبات السريعة والقفزات إلى المجهول. تحتضن التركيبة الاجتماعية للمصريين وتجعلها منطلقاً لها (لاحظ أن الأقباط أغلبيتهم الكاسحة من الفلول). تنظر للنظام القديم نظرة موضوعية. لا تضع سياساته كلها فى سلة واحدة. لا تنظر لرجاله جميعهم بوصفهم فاسدين. لا ترى أن مصر كانت فى عهد جاهلية سياسية واجتماعية قبل انتفاضة يناير. «الفلولية» ليست أيديولوجية أو برنامجاً سياسياً. هى رد فعل وليست فعلاً. بعض الفلول يرفضون ما جرى فى يناير. أغلبهم يرفضون ما جرى بعد يناير. جميعهم يرفضون أن تتحول مصر إلى دولة دينية. يرون فى ذلك خطراً داهماً على مصر كما عرفوها.
استخدام كلمة الفلول لم يكن بريئاً. الهدف الحقيقى كان «تحقير» فكرة سياسية معينة لصالح أخرى. المصريون لم ينطل عليهم هذا. شيئاً فشيئاً لفظوا المحتوى السلبى للمصطلح، بل صاروا يسخرون ممن يوظفونه سياسياً. تحولت «الفلولية» تدريجياً إلى الفكرة الوحيدة التى تجمع المصريين الرافضين لحكم الإخوان المسلمين!
0 Comments: