سلسة كشف الطرف الثالث" الرئيس  "الــولاء  أولا " الجزء الثاني عشر  🦅

سلسة كشف الطرف الثالث" الرئيس "الــولاء أولا " الجزء الثاني عشر 🦅

 

 سلسلة كشف الطرف الثالث الرئيس  الــولاء  أولا  الجزء الثاني عشر  🦅

محمد عنان - وفقا لمصدر أمنى 

 الولاء أولاً..

لم يكد العميد "خالد حماد" نائب مدير المخابرات الحربية يختلي بنفسه في شرفة منزله هذا المساء حتى شرد ببصره بعيداً وقد ذكرته نجوم الليل المتلألئة أمامه بليالي سيناء المظلمة إلا من ضوء النجوم.. تذكر بطولاته هو ورجاله في تقصي المعلومات عن تحركات العدو قبيل حرب التحرير .. تذكر قيادته وقتها لواحدة من أشجع وحدات المخابرات الحربية... تذكر رجاله من شباب الضباط الذين استشهدوا في معارك قنص المعلومات خلف خطوط العدو.. وكيف أشعل استشهادهم من أجل مصر نيران الوطنية في قلب زملائهم بل في قلبه هو نفسه.. معارك كانت تجري كلها في الخفاء وبعيداً عن صفحات الصحف وتقارير الإذاعات الأجنبية...

وحينها مرت ذكريات معركة أكتوبر أمامه خاطفة.. ضباط أخرون أكملوا مسيرة أسلافهم في قلب المعركة.. يعتلي وجهه الأسى كلما تذكر كيف ذهب يوماً لأسرة أحد رجاله ينعي لهم استشهاد ابنهم.. كان ضابطاً شاباً أصر على تقصي معلومة بنفسه عن أحد تمركزات اليهود في الكونتيلا...

 كانت مهمة محفوفة بالمخاطر وحاول "خالد" بنفسه أن يثنيه عن الذهاب بنفسه على أمل معرفتها بطريقه أخرى حتى وإن كانت أبطأ.. إلا أن الضابط الشاب أصر بدعوى أن الوقت ليس في صالح المقاتلين... كان آخر ما سمعه منه وقتها هو وصيته بأن يستمر رفاقه في معركه التحرير قبل أن يتلو الشهادة راضياً مرتضياً.. 

وعلى الرغم من شخصية العميد خالد حماد" القوية إلا أن دمعة حانية أبت أن تستمر في مقلتيه وهو يتذكر تضحيات ضابطه الشاب... وقتها تذكر " خالد حماد " كيف ضمت قائمة التنسيق الأمني مع اليهود ضابطاً شاباً آخر نؤكد كل تقاريره أنه لا يفقه أي شيء في علوم الحرب.. تذكر حديثه مع مديره وكيف أن الأوامر هي التي اقتضت هذا الاختيار!.. وكيف أنه لم يحصل من رئيسه على أي مبرر مقنع لهذا الاختيار ...

قبل أن يكمل فنجان قهوته كان قد عزم على تقصي الحقيقة وراء هذا الاختيار.. وقتها قام إلى هاتفه وطلب رقماً ما ...

أجرى محادثة مهذبة مع صاحب الرقم وهو يعدل بيده الأخرى من هندامه قبل أن يغادر منزله بسرعة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحكم "لطيف" وضع النظارة السوداء على عينيه وهو يمر من الباب الرئيسي لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" بصحبة الضابط "يوسف" الذي ضحك بشدة مرة أخرى وهو يصيح فيه بفرح:

وبعدين معاك ؟ انت بتخفي عينك هنا عن مين؟ انت محسني إنك لسة في الموسكي..

معلش الأمر ما يسلمش...

في قاعة الاجتماعات الملاحقة بمكتب مدير الموساد وفور دخول " لطيف " دوى صوت تصفيق بسيط من مدير الجهاز نفسه مرحباً بضيف الموساد المهم...

أهلا بيك يا خواجة "لطيف".

اعتلت ملامح وجهه الدهشة الممزوجة بالفرح وهو يرد بسرعة:

خواجة ؟!.. حتى هنا بردوا خواجة؟!

خليني أتوجهلك بالنيابة عن دولتنا كلها بالشكر على العمل العظيم اللي قمت بيه معانا.. الضابط " يوسف " وكل ضباط العملية أثنوا على كل تقاريرك.. وأرجو منك استمرار التعاون معنا من أجل إحلال السلام على منطقتنا وعلى العالم أجمع

تعاون ..! سلام..! هو مش خلاص الأمور كلها هدأت والسلام في طريقه للتحقق ؟! لا يا صديقنا العزيز... سفينه السلام لم تصل بعد لبر الأمان.. مش ها توصل إلا لما الراجل بتاعنا يقودها معانا بنفسه.. ابنك.. عبدوا

أتمنى إني أكمل معاكم مشوار عبدو اللي بدأناه سوا...

والآن ها تجتمع مع "يوسف" من أجل تحديد الخطوة القادمة.. أتمنى لكم التوفيق وأعتذر لارتباطي بموعد هام...

قالها مدير الموساد قبل أن يتصرف بهدوء.. ليلتقط "يوسف" طرف الحديث: اسمع بقى يا سيدي علشان اللي جاي وإن بدا لك أسهل مما مضى إلا أنه ها يترتب عليه نجاحات كتير أوي..

قاطعه "لطيف":

اللي جاي إيه؟.. تقريبا أنا ما بقاش ليا أي دور.. عبد الفتاح اتخرج وبقى ضابط وحتى أنا نفسى ما بقتش أشوفه كثير .. يعني ممكن مرة كل أسبوع لمدة نص ساعة ومش بطريقة منتظمة

لا اللي جاي هايبقي تنسيق لمصلحة عبد الفتاح لكن بطريقة غير مباشرة.. الفترة اللي جابية انت لازم تتغلغل داخل مجتمع المثقفين والفنانين المصريين.. في فيلا صغيرة تم شراؤها باسمك في الزمالك.. ها تظهر هناك كتاجر تحف وانتيكات

إيه؟! مثقفين وفنانين؟!.. تحف وأنتيكات؟!.. أنا مش فاهم حاجة أبداً؟ اصبر.. ها تعرف كل حاجة حالاً.. هو انت فكرك يعني اننا خاطرنا وجيناك إسرائيل عشان تاخد مشروب مع مدير الموساد فقط ؟!

ما هو انا أصلاً ما ليش علاقة نهائي بموضوع الثقافة والفن ده؟ ومش عارف إيه علاقته بدعم عبد الفتاح؟

يا حبيبي ما تستعجلش.. كل حاجة هاتعرفها في وقتها ...

قالها يوسف وهو يشرع في فتح أحد الملفات المكتظة بالأوراق على الطاولة أمامه ويبدأ في استعراض خطته التالية مع "لطيف"... والتي كانت تؤكد أنه سيدور حول هدفه بطريقة غير مباشرة تماماً...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- في راجل كبير في السن عاوز يقابل سيادتك يا افندم..

قالها جندي الأمن وهو يؤدي التحية العسكرية لقائده الذي رفع رأسه بسرعة يسأله:

راجل كبير في السن؟!.. اسمه إيه؟

مقالش اسمه يا افندم.. قاللي قوله الحاج... تقلصت عضلات وجهه بشدة وهو يأمر الجندي:

خليه يدخل فوراً

مرات عليه دقيقة عصيبة.. فوالده الذي نادراً ما يزوره في منزله جاء لزيارته الآن في مقر عمله ربما بسبب انقطاعه لفترة طويلة عن زيارة أهله في حارة "البرقوقية"...

أهلا يا حاج.. اتفضل

قالها ببرود وهو يرحب بوالده قبل أن يصرف جنديه الخاص بإشارة من عينه ... الله.. الله.. إيه يا سي عبدو العز ده كله؟.. مكتب وقيادة وحراس؟ بقى 

 

هو دا اللي نساك أهلك؟ يا خسارة

 

أبدأ والله أنا بس مشغول لشوشتي يا حاج زي ما انت شايف... والشغل ياخدك مننا كده؟.. أمك زعلانة منك وقالت لي لازم حصلك حاجة ومخفي زي عوايدك.. قلت لها أنا هاروح له بنفسي طلما هو بقى مستكبر يجي يزورنا أو حتى يطمنا عليه بتليفون


صحيح.. انت عرفت مكان الوحدة منين؟!

کلمت مراتك في التليفون قالت لي إن عندك نبطشية  الليلة.. سألتها على عنوان شغلك..

يظهر على ملامحه غضب سريع فيستطرد أبوه:

إيه؟ زعلت؟ انت كمان ما كنتش عاوزنا نزورك في شغلك؟!

يتدارك محرجاً:

أبداً يا حاج بس انت عارف إني قائد أمن الوحدة.. والزيارات العائلية مش مستحبة في الجيش إلا في أضيق الحدود و...

 

يقاطعه أبوه بسرعة:

قائد أمن الوحدة على العساكر والصولات مش على أهلك يا عبد الفتاح...

يا حاج ما انت سيد العارفين إن ....

يقاطعه أبوه مرة أخرى: 

.. ابقى فوت زور أمك عشان قلبها ملهوف عليك.. وما تقلقش مش ها تطلب منك فلوس.. زي ما انت عارف احنا ربنا كرمنا أوي وتجارتنا تغنينا عن فلوسك قالها أبوه وهو ويهم بالقيام من مقعده قبل أن يسأله بسرعة:

ها تشرب إيه يا حاج؟

شكراً يا حضرة الظابط .. أنا شربت...

قالها "سعيد السيسي" وهو نمط شفتيه منحها إلى الباب.. كان برود ابنه تجاهه يزداد يوماً بعد يوم منذ تخرجه ورواحه.. كان بروداً يتوقعه هو نفسه منذ التحاق ابنه بالحربية.. ولكنه لم يكن يتصور أن يزداد إلى هذه الدرجة.. فنظرات ابنه للمعطف الذي يرتديه على جلبابه كانت تؤكد أن عبد الفتاح لم تعد فقط مشاعره باردة تجاه أهله.. ولكنه بات أيضاً يستعر منهم ...

 

ودعه ابنه إلى الباب ببرود يتناسب مع ابتعاده مؤخراً عن زيارته قبل أن يعود مرة أخرى إلى تقاريره وأوراقه وهو يصرخ  في الجندى الخاص به بعصبية: انت يابني... روح هات لى العسكري "صلاح مصطفى "نعمان" بسرعة.. ولو كان نايم تصحيه.. مفهوم؟ تمام يا افندم ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت الساعة قد قاربت على العاشرة مساءً عندما اقتربت سيارة يقودها العميد " خالد حماد " بنفسه من مدخل باهت الإضاءة لإحدى الفيلات التي بدت مهجورة مقارنة بباقي الفيلات في محيطها.. توقف أمام الباب لثوان قبل أن ينفتح ببطء ليمر منه ويتوقف في 
الداخل مع إشارة من حراس الفيلا...

العميد "خالد حماد" يا ابني..

اتفضل يا افندم السيد "مراد" في انتظارك...

قاد سيارته الدقيقة أخرى ثم نزل منها على بوابة الفيلا الداخلية وقاده حارس آخر إلى البهو الرئيسي حيث كان ينتظره السيد مراد سالم مدير جهاز المخابرات العامة شخصياً.. والذي كان

حالا وقتها يقرأ في كتاب ضخم بينما تدلت نظارته الطبية على أرنبة أنفه.. وما إن

لمح "خالد حماد " مقبلاً عليه حتى قام إليه مرحباً به:

أهلاً يا تلميذي النجيب وعيني الساهرة في الحربية...

استاذي العزيز .. ورئيسي السابق.. أخبار سيادتك إيه؟

صحبه إلى غرفة مكتبه متهللاً.. فقد كان بالفعل خالد حماد" تلميذه النجيب وأخلص رجاله منذ أن كان يتولى قيادة المخابرات الحربية.. وقبل أن ينتقل منها مباشرة إلى تولي رئاسة للمخابرات العامة.. كما أن "حماد" كان أحد القلائل الذين يمكنهم طلب مقابلته في بيته

أشعل سيجاراً وناول "خالد" واحدة وهو يسأله بود: ايه يا سيدي؟ إيه الموضوع السري جداً اللي طلبت تقابلني بسببه في بيتي؟

حضرتك عارف مدى إخلاصي ليك من وقت ما كنت رئيسي في الحربية... طبعاً يا " حماد ".. ولولا إنك بتعشق لبس الميري وإنك صممت تستمر في الحربية كنت ضميتك للجهاز عندي.. لكن دي رغبتك بقى اللي أنا احترمتها.. إيه؟ غيرت رأيك وناوي تشتغل معانا ؟

أنا يا افندم طبعاً يشرفني لكني كنت جاي في موضوع أهم...

اعتدل "مراد سالم" في اهتمام وهو ينظر لـ "خالد حماد" الذي استطرد: بدون مقدمات یا افندم سيادتك عارف إن في قائمة بتضم أسماء الضباط من أعضاء لجنة التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي؟ طبعاً با "حماد" واسمك من ضمن اللجنه دي.. أنا اختارتك بنفسي وصممت عليك رغم إن كرهك الشديد لليهود كان ها يبقى سبب كافي لرفع اسمك من القائمة دي.. إلا إلي أصريت عشان يبقى تشكيل اللجنة متوازن...

قاطعه "خالد" بسرعة:

لا يا افندم... دا شرف ليا إن سيادتك تضمني للجنة دي.. لكن أنا بصراحة كنت جاي لحضرتك في موضوع ثاني...

خير يا حماد ؟

في ظابط صغير لسه ملازم أول جديد ضمن تشكيل اللجنة وخبراته كلها لا تؤهله للانضمام وكنت عاوز أعرف سبب انضمامه للجنة لو ما يضايقش سيادتك؟ قطب مدير المخابرات العامة ما بين حاجبيه وهو يسأله في اهتمام: اسمه أيه الضابط ده يا "خالد"؟

قالها " مراد سالم " وهو يتناول أحد الملفات الموضوعة أمامه ويفتحه... اسمه عبد الفتاح يا افندم... ملازم أول عبد الفتاح سعيد خليل السيسي.. تقلصت عضلات وجه مدير المخابرات وهو ينظر بغموض لخالد قبل أن يلقى نظرة سريعة على ورقة أخرجها من الملف... أيوه .. عرفته.. الضابط ده با حماد من أحدث دفعة حربية والمعايير اللي وضعناها لاختيار أعضاء اللجنة أكدت على ضرورة وجود ضابط من أحدث دفعة ومعاه نقيب ورائد.. ودا أكيد بسبب احتمالية استمرار عمل اللجنة لسنين طويلة ولازم يبقى فيها تواصل أجيال... وزي ما هو واضح قدامي إنه من الأوائل على دفعته وتقريباً هو الوحيد من الأوائل اللي استلموا شغلهم في وحدات الأمن زي ما ضوابط اللجنة اشترطت... لكن يا افندم تقارير دراسته في الكلية بتقول إنه حصل على درجاته العالية لسبب تاني

بعيد تماماً عن التفوق الدراسي..

قاطعه مدير المخابرات في لوم:

ما انت عارف يا "حماد" إن التفوق في الأعمال الأمنية تقريباً أهم من التفوق في العلوم العسكرية.. واللي أهم منه إن تقارير الولاء بتاعة الولد غير مسبوقة.. يعني تسلمه أسرارك وانت مغمض.. دا زنزانة أسرار يا خالد!

وضح عدم الاقتناع على وجه خالد وهو يسأل قائده في محاولة أخيرة: یا افندم لو تسمح لي أنا كنت عاوز أعرف الولد ده اختيار مين؟

ظهرت علامات الغضب على وجه رئيس المخابرات العامة وهو يهب واقفاً في مكانه مش معقول يا سيادة العميد ؟! الضابط تقييمات ولاؤه مئوية ومن الأوائل وكمان اترقى ترقية استثنائية بعد ثلاث شهور من تخرجه يعني للمعايير كلها تنطبق عليه ولسه مصمم تسأل مين اللي اختاره؟!.. عامه اعتبره اختياري أنا يا سيدي..

اعتبره ؟!.. يا افندم حضرتك مستحيل تختار ضابط صغير كل مؤهلاته إنه شديد الولاء فقط... حضرتك أستاذنا وعلمتنا زمان إن الولاء مهما بلغت شدته ممكن في لحظة يتغير بفعل الضغوط النفسية أو المادية أو أي تغييرات تطرأ على الشخصية نفسها.. أنا اعتراضي الوحيد إن الولد مش مؤهل علمياً للتنسيق مع الجانب الإسرائيلي.. دا ممكن يكون نقطة ضعف للجنة كلها.. وحتى دوراته الأمنية اللي حصل عليها لسه أقل من المطلوب.. ما ممكن يوقع اللجنة كلها!...

-

يعني أنت عاوزني أغير عضو في اللجنة بعد ما رئيس الجمهورية بنفسه وقع على  تشكيلها؟ أقوله إيه؟ أقوله غلطنا في تشكيل اللجنة قبل ما نبدأ؟! وهو بنفسه وقع عليه ؟

... أنا

يا افندم أعذرني ..

حبي واحترامي الكبير لسيادتك يخليني أقولك إن تغييره دلوقت أسلم لنا.. قبل ما ندخل في المعمعة ونتفاجأ إن الضابط ده عمل لنا مشاكل . بسبب جهله وقلة خيرته.

حماد.. انت شايف إن السبب في تغييره هو الخوف من جهله وقلة خبرته والا في سبب تاني ان انت مخبيه؟

 شكلك اتحريت عنه كويس.. جاوبني بصراحة لا أنا تحرياتي عنه لسه ما اكتملتش لكن بصراحة ومن واقع ملف خدمته القليلة وتقارير الكلية الحربية عن سنين دراسته ورغم تأكيدانها كلها على إن ولاءه مئوى إلا أن شعوري مبدئياً بيقول إن الولد ده ولاؤه مزيف وسهل يميل في أي ناحية عند أقل ضغط... 

ودا طبعاً بالإضافة لجهله التام بالاستراتيجيات والعلوم العسكرية واللي كان بيغطي عليها بعمله الأمني.. أو مازال! وعلى الرغم من ظهور علامات الاقتناع على وجه "مراد" إلا أنه هتف في خالد: شعورك المبدئي ؟! معقول يا سيادة العميد بنيت كل ده على شعور مبدئي؟! 

وعلى كل الأحوال.. ولإني بثق فيك.. أجل تقييمك للضابط ده بعد أول جلسة تعارف للجنة.. بعدها نقعد ثاني نعيد النظر في تقييمك له... هب "خالد" واقفاً وهو يشكر رئيسه السابق و يصافحه قبل أن يستأذنه في الانصراف.. وفى طريقه إلى سيارته كان خالد قد ارتاح مؤقتاً بعدما لمح بوادر الاقتناع برأيه على وجه أستاذه... خالد المشتعل بالوطنية وحاسته الأمنية التي لم تخطىء، قط تؤكد له باستمرار 

هذا الضابط الصغير  الذى أقحم عنوة على تشكيل لجنة في منتهى الحساسية لتلك اللجنة.. ورغم أنه حتى الآن لم يعرف من الذي اختاره ولم يقتنع تحالياً بعبارة " اعتبرني أنا اللي اختارته" التي قالها له أستاذه إلا أنه شعر بأن هناك ضغطاً شديداً قد مورس على رئيس المخابرات فلم يشأ أن يحرجه أكثر.. والآن لم يعد أمامه سوى استمرار التحري عن الضابط الشاب ووضعه تحت المراقبة لو اقتضى الأمر.. وأخيراً الانتظار لما ستسفر عنه جلسة التعارف الأولى بين أعضاء اللجنة...


الى اللقاء في الجزء الثالث عشر 

المقال السابق
المقال التالي

الحياه تجارب والسياسة رجاسة والقادم بقراءة التاريخ يستكشف لنا المستقبل

0 Comments: