سلسة كشف الطرف الثالث" الرئيس "حـكـمـاء صـهـيون الـجــدد " الجزء الرابع عشر  🦅

سلسة كشف الطرف الثالث" الرئيس "حـكـمـاء صـهـيون الـجــدد " الجزء الرابع عشر 🦅

 سلسلة كشف الطرف الثالث رئيس الجمهورية حـكـمـاء صـهـيون الـجــدد  الجزء الرابع عشر  🦅

محمد عنان - وفقا لمصدر أمنى 

حكماء صهيون الجدد

مرت أيام الدورة الأمنية المتقدمة عليه مملة بطيئة كئيبة فأغلب ما فيها مكرر ومعاد بالنسبة له فيما عدا محاضرات حقوق الإنسان والسجناء والأسرى.. فهو بطبعه دائماً ما كان يكره المعاملة الحسنة للجنود!.. شيء ما في داخله كان يعلى دوماً من قيمة المعاملة الخشنة ويرى أنها الأفضل..

 لاحظ أن تلك المحاضرات تأخذ وقتاً أطول من عمر الدورة.. كما لاحظ أن أغلب زملائه في الدورة من جهات أمنية عسكرية ما بين للمخابرات الحربية والبوليس الحربي.. كانت السعادة تتملكه كلما تذكر انضمامه لتشكيل اللجنة الأمنية رفيعة المستوى الخاصة بالتنسيق بين مصر وإسرائيل.. ولم لا فقد عرف أنه أصغر ضابط انضم للجنة! كما علم أنها ستؤهله للترقي أسرع من أقرانه وضباط دفعته.. وربما يتم ضمه بعدها مباشرة للمخابرات الحربية نفسها ! ياه؟ المخابرات الحربية ؟! إنه الحلم الذي طالما تمناه لنفسه والذي بات يقترب منه .. .. وبشدة ...

في أحد أيام الدورة وبعد انتهاء محاضراته توجه من فوره إلى وحدته.. لم يكد يمر من البوابة حتى أمر أقرب جنوده باستدعاء عسكري الكانتين الذي ما إن مثل بين يديه حتى عاجله:

أخبار الإيراد إيه يا ابني؟ تمام يا افندم زي ما سيادتك أمرت بالضبط.. اتفضل ألف جنيه

قالها الجندي وهو يناوله مظروفاً بداخله النقود

ياه ألف جنيه بالضبط ؟! ضبطها إزاي دي يا حرامي؟! لم يرد الجندي وتظاهر فقط بنظرة واثقة.. فعاجله بخشونة الشهر اللي جاي عاوزهم يزيدوا 100 جنيه مفهوم

اتسعت عينا الجندي دهشة وهو يرد بصوت منخفض: إزاي يا افندم دا انا جمعت الألف جنيه بالعافية؟!

وبعدين معاك يا روح امك؟! مش قلنا إن اللي بقوله أمر غير قابل للتفاوض؟! وبعدين اللي خلاك تقدر تجمع ألف جنيه يخليك تقدر تجمع ألف ومية..

 مش علب السلمون والمربى اللي جبتهالك عملت معاك شغل كويس واتباعت كلها؟ المرة اللي جايه

ها زود لك في المعلبات أنواع ثاني من المستوردة وكل شهر ترفع لي الأرباح عن اللي قبله

100 جنيه زيادة

لكن يا افندم...

قاطعه بحدة

ما فيش لكن... انصراف

انصرف الجندي وقام هو بعدها متوجهاً لمكتب قائد الوحدة الذي بادره بابتسامة لزجة:

حمد الله عالسلامة يا حضرة الملازم

الله يسلمك يا افندم...

قالها وهو يمد له مظروفاً مالياً ثم استطرد:

دا یا افندم نصيب سيادتك من أرباح الكانتين 600 جنيه بالتمام والكمال اتسعت عينا قائد الوحدة بدهشة ممزوجة بالفرحة

نعم؟! 600 جنيه ؟! كويس أوي. دا أكبر مبلغ جالي كان 100 جنيه بالعافية

رد بثقة

مش معايا أنا يا افندم...

انت مش لازم تسيب الكانتين أبداً يا عبد الفتاح

كتر خيرك يا افندم.. أنا محسوبك.. هاستأذنك لان عندي شغل كثير على مكتبي

متأجل به بسبب الدورة... اتفضل

في طريقه لمكتبه لمس جيبه بطمع وفرحة هو الآخر .. فالمبلغ الذي حفظه  لنفسه من مبيعات الكانتين كان يوازي مرتب أربعة أشهر من وظيفته بالتمام والكمال !.. 

كان بحكم خبرته في أعمال البقالة في صغره يعرف تماماً كيف يربح من إشرافه على الكانتين.. بالإضافة إلى المعلبات المستوردة التي كان "لطيف قد أشار عليه بيعها وأحضرها له هدف التجارة فيها.. كانت أصنافاً جديدة على الجنود تماماً.. وأقبل عليها أغلبهم.. كما أن رضا قائد الوحدة عنه هدف يعمل له دوماً.. 

وقد ضمن رضاه الدائم بفعل المبلغ الضخم الذي وفره له هذا الرضا الذي قرأه في تعليمات قائده بأن يستمر دوماً في الإشراف على الكانتين... كان يبدو أنه قد بدأ يعرف تماماً.. من أين تؤكل الكتف.

داخل إحدى مزارع البرتقال في حيفا وبينما كانت موسيقى أغنية عبرية وطنية تتسلل من مذياع بعيد جلس مجموعة من الرجال العجائز في ركن بعيد إلى طاولة تخفيها الأشجار عن العيون تماماً كانوا سبعة رجال تخطى عمر أصغرهم الخامسة والستين..

 يعرفون بين صفوة المجتمع الإسرائيلي باسم "مجموعة الحكماء"... هم دائماً من يضعون السياسة العليا لدولة إسرائيل.. أوامرهم نافذة على رئيس الوزراء نفسه!... أحدهم هو الحاخام الأكبر للدولة العبرية والستة الباقون من الرعيل الأول المؤسس لدولة إسرائيل.. يجتمعون كل أسبوع في مزرعة أحدهم.. لهم دوماً الحق في مسائلة أي قيادي إسرائيلي في السلطة مهما علا شأنه!يناقشونه ويسألونه وربما يضعون له أيضاً خططاً واجبة التنفيذ إذا ما استدعى الأمر

سعل كبيرهم بشدة وهو يحك ذقته القصيرة قبل أن يسأل وزير الدفاع:

نريد أن نطمئن منك على حال جبهتنا الجنوبية يا جنرال؟

تردد وزير دفاع إسرائيل قبل أن يرد:

الحال مطمئن تماماً يا سيدي والأمور مستقرة كما تعلم

وما هو موقف رجالنا في مصر ؟

عفواً يا سيدي فهذا الأمر يُسأل فيه مدير الموساد !

أنا أحدثك عن حال لجنة التنسيق الأمني بيننا وبين المصريين؟

نعم.. اللجنة أغلبها تميل للسلام معنا كما تعرفون فالضوابط التي طلبها مدير الموساد

توافرها في أعضاء اللجنة اشترطناها على وزير الدفاع المصري ومدير المخابرات العامة هناك

وهي تنطبق تقريباً على أعضاء اللجنة

قاطعه أحدهم بسرعة:

-

تقريباً ؟!.. ماذا تعني بكلمة تقريباً يا جنرال ؟!

رد وزير الدفاع بتردد:أعني يا سيدي أن لجنة بما خمسة عشر ضابطاً مصرياً لم تكن تستطيع أن نضمن مهادنتهم جميعاً.. هناك ضابطان أو ثلاثة محسوبون على جناح الصقور

وهل لديك خطة ما لاصطياد تلك الصقور؟

متخاطب الجانب المصري حتماً بطريقة غير مباشرة أو عن طريق أصدقائنا الأمريكان

ولكن ليس الآن بالطبع...

متی یا جنرال؟

بعد جلستين أو ثلاثة سنستطيع تمرير الأمر.. أعدكم هذا

منتظر ونرجو ألا تفقد التنسيق بينك وبين مدير الموساد في هذا الشأن بالطبع يا سيدي فلولا التنسيق بين كلينا ما وصلنا باللجنة لهذا التشكيل المقبول

رد الحاخام ببرود وهو يسدد له نظرة ذات مغزى

مؤقتاً با جنرال.. التشكيل مقبول مؤقتاً..

مفهوم يا سيدي.. مفهوم

في طريقه إلى مقر إدارة المخابرات الحربية لحضور الاجتماع التعريفي بين أعضاء لجنة التنسيق الأمني كاد "عبد الفتاح" يطير فرحاً وهو يمر من البوابة الرئيسية.. كان يشعر أنه يعانق المجد.. لم يعد يهمه أن يسأل نفسه من الذي رشحه لتلك اللجنة الهامة؟.. أو حتى لماذا تم ترشيحه هو بالذات؟ كان كل ما يهمه أنه قد أصبح بالفعل عضواً باللجنة...


تمام يا افندم ملازم أول عبد الفتاح سعيد السيسي

نطقها بحماس وهو يؤدي التحية العسكرية للعميد خالد حماد" الذي رد تحيته برود: اقعد يا "عبد الفتاح".. دقايق وها نتحرك بمجرد وصول باقي زملاءك إلى مقر الاجتماع مرت دقيقتان قبل أن ينضم إليهما ضابطان آخران أحدهما رائد والآخر نقيب.. قابلهما خالد حماد" بود ملحوظ قبل أن يرفع سماعة هاتف مكتبه ويدير رقماً قصيراً جداً:

العدد تمام يا افندم

أومأ بعدها برأسه وهو يقول محدثه:تعليماتك يا افندم

قالها ووضع سماعة الهاتف وهب واقفاً في حماس فتبعه ثلاثتهم إلى سيارة عسكرية فخمة أمريكية الصنع كانت تقف أمام باب مكتبه

اتفضلوا يا سادة

مرت دقائق قليلة كانوا بعدها بداخل مبنى المخابرات العامة لينضموا لباقي أعضاء لجنة التنسيق الأمني.. جلست مجموعة ضباط للمخابرات الحربية متحاورين في الاجتماع وجلس هو بجانبهم.. وعرف الجميع أنفسهم في تتابع وبدأ رئيس جهاز المخابرات العامة بطرح بعض الأسئلة عليهم قبل أن يقوم بتعريفهم بمهام اللجنة وسبب تكوينها.. بينما ظل هو صامتاً بعد تعريف اسمه ولم ينبس ببنت شفة طوال فترة الاجتماع..

وقبل نهاية الاجتماع سأله مدير المخابرات:

الضابط "عبد الفتاح .. كنا عاوزين تعرف انطباعاتك عن إسرائيل؟

تردد برهة قبل أن يجيب بسرعة:

انتهت الحرب مع دولة إسرائيل ووجب أن ننعم بالسلام معها في الفترة اللي جاية...

ومبادرة الرئيس السادات جاءت في الوقت المناسب

وقتها رفع "خالد حماد " حاجبيه وهو يسدد له نظرة ثاقبة قبل أن ينظر لمدير المخابرات

العامة نظرة خاطفة بادله المدير إياها وهو يؤمي، برأسه دون أن يُعقب...

أبلغ بعدها مدير المخابرات باقي أعضاء اللجنة بموعد الاجتماع المشترك الأول بينهم وبين ضباط إسرائيل قبل أن ينهي الاجتماع...

كان خالد حماد يعلم أن سؤال مدير المخابرات العامة تقييمى بالأساس لمعرفة انطباعات ضباط اللجنة عن السلام مع إسرائيل.. وكانت إجابة عبد الفتاح تدل على أنه من المؤيدين السلام الدائم معها.. وعلى الرغم من أن إجابته على السؤال لم تكن بعيدة عن باقي إجابات أغلب ضباط اللجنة إلا أن شيئاً ما في طريقة إجابته كان يؤكد شكوك خالد الدائمة

الجاليرى الذي يحتل الدور الأول من الفيلا الجديدة التي اشتراها "لطيف" في حي الزمالك الهادي، وكان هو يوجههم وقتها لتعديل وضع بعض التحف واستبدال أماكن أخرى.. تيرمت زوجته "سميرة" كعادتها دائماً:

تحف إيه وأنتيكات إيه اللي ها نتاجر فيها على آخر الزمن؟!

وبعدين معاكي بقى يا حبيبتي هو مش طول عمرك غاوية تحف وانتيكات؟

أيوه بس غاوية إني أشتريها مش أبيعها...

تفرق إيه بقى؟ مش بدل ما تصرفي فلوسك عليها هاتلاقيها قدامك باستمرار؟ يعني أنا

غلطان عشان قلت نشتغل في حاجة بتحبيها؟

لا بس أنا

مستغربة من أفعالك.. فيلا في الزمالك بالشيء الفلاني وكمان جاليري للتحف والأنتيكات ؟!

مش طول عمرك كنتي بتمني تسكني في الزمالك من وقت ما كنتي بتدرسي في الليسيه؟

أيوه بس فجأة كده؟

مستغربه إنى عاوز أرضيكي؟! ترضيني؟!.. أشك!

قالتها وأطلقت ضحكة ساخرة كعادتها فأشاح بيده في ضيق مصطنع

اطلعي ارتاحي انتي وانا هاكمل تنسيق التحف مع العمال وبعد ما انتهي منها هابقى أخد رأيك .

وكأنما كانت تنتظر توجيهه لها صعدت بسرعة السلم الخفي نوعاً ما والذي يفضي إلى الدور الفيلا حيث سكنهما الجديد.. وعندما اطمأن لصعودها أخرج من جيبه ورقة بها


قائمة أسماء احتوى عليها آخر خطاب وصله صباح اليوم من الضابط "يوسف"... كانت قائمة طويلة بأسماء بعض المشاهير في كل المجالات.. ضباط حيش ممن لهم علاقة سابقة ب... كتاب وصحفيين متخصصين في الشأن السياسي.. علماء في فروع نادرة... مخرجي سينما وفنانين ممن اشتهروا بعلاقاتهم الغرامية المتشعبة وحتى بعض لاعبي الكرة... وبالطبع مجموعة من هواة الفنون والتحف النادرة والأنتيكات.. كانت التعليمات تقتضي فقط باستقطابهم أولا إلى "الأولى في دخوله إلى عالم النخبة دون التطرق إلى أي شيء آخر.. في هذه الخطوة هو فقط عجوز ستيني ثرى مثقف يهوى التحف النادرة والأنتيكات ويتاجر فيها.. هكذا أكدت التعليمات المصاحبة للقائمة التي تسلمها مع الخطاب مع التأكيد على الحرص الشديد في البداية..



راجع الأسماء مرة أخيرة.. قبل أن يقوم بحرق القائمة بعد أن حفظها عن ظهر قلب.

طرقع مدير الموساد بإصبعه في فرح وهو ينهي محادثة هاتفية قبل أن يلتفت إلى الضابط

"يوسف":

البطل أصبح في حوزتنا الآن...

رد يوسف بسعادة

عظیم-

دورك القادم معه يا يوسف.. أظنك تحفظه تماماً؟

بالطبع فأنا أتوق للقائه منذ بداية العمل في هذا المشروع كما تعلم يا سيدي.. أعلم هذا .. 

ولكن حاول ألا يلاحظ أحد من زملائه توددك له في البداية...

لا تقلق يا سيدي

بالطبع.. لست قلقاً فأنا أثق فيك بشدة

هل من الاجتماع التعريفي له بدون أية ملاحظات عليه؟

مصادرنا أكدت هذا

وماذا عن باقي تشكيل اللجنة؟

اللجنة أغلبها كما تعلم من ضباط المخابرات العامة والحربية المختارين بعناية والمشهور بمهادنتهم وكرههم للحروب والقتال بشكل عام.. كما يوجد بها ضابطان فقط من الصقور ..

سرح "يوسف" لثوان قبل أن يرد:

هل ترى سيادتك إجراء أي تغيير على خطتنا في التعامل معه؟


الى اللقاء فى الجزء الخامس عشر 

المقال السابق
المقال التالي

الحياه تجارب والسياسة رجاسة والقادم بقراءة التاريخ يستكشف لنا المستقبل

0 Comments: