مصر بين مطرقة الأطماع وسندان الوحدة || المخطط الخفي لاستهداف تماسك مصر
![]() |
مصر بين مطرقة الأطماع وسندان الوحدة المخطط الخفي لاستهداف تماسك مصر |
إن ما تم عرضه من وثائق وأفكار فى قسم (مخططات تقسيم الوطن العربي )، رغم قدمها الظاهري ورغم أنها تمثل وجهة نظر معادية، يجب أن تُقرأ بعين الحذر الشديد كـ جرس إنذار لا ينبغي تجاهله. فالأطماع والمخططات التي تستهدف إضعاف الدول المركزية في المنطقة، وفي القلب منها مصر، قد تتغير تكتيكاتها وأدواتها، لكن أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في الهيمنة ومنع قيام أي قوة إقليمية متماسكة قد تظل قائمة.
وأشير الى أن التغيرات الديموغرافية الناتجة عن استقبال مصر لملايين اللاجئين تحديًا كبيرًا لاستقرار الدولة. فمع تزايد أعداد الوافدين وتنوع انتماءاتهم، يصبح من الصعب تحديد هويتهم وانتماءاتهم بشكل دقيق، مما يُثير مخاوف جدية بشأن تماسك النسيج المجتمعي. إن مجهولية هذه الأعداد الضخمة قد تُشكل خطرًا أمنيًا واجتماعيًا، ففي أي لحظة يمكن أن تتحول هذه الحشود البشرية إلى عامل زعزعة داخلي، لتصبح بمثابة "خنجر في ظهر" الدولة عند مواجهة أي خطر خارجي أو داخلي. هذا الوضع يتطلب استراتيجيات شاملة لإدارة تدفق اللاجئين ودمجهم، مع الحفاظ على الأمن القومي والهوية المصرية.
التحذير هنا يكمن في الآتي:
استغلال الأزمات المركبة
إن تزامن التحديات الاقتصادية الداخلية الخانقة (كالديون وتراجع القدرة الشرائية) مع الاضطرابات الإقليمية الحادة (كالحرب في غزة وما تفرضه من ضغوط أمنية وسياسية وإنسانية، والانقسام والفوضى في ليبيا والسودان بما يهدد الأمن الحدودي ويستنزف الموارد) يوفر بيئة خصبة لمحاولات زعزعة الاستقرار. هذه العوامل ليست منفصلة، بل تتفاعل وتغذي بعضها البعض، مما يزيد من حدة الضغوط.اختراق الجبهة الداخلية
تشير الوثيقة بوضوح إلى السعي لاستغلال أي تمايزات أو مظالم داخلية، سواء كانت طائفية (كما ركزت عليه بخصوص الأقلية المسيحية) أو اجتماعية أو اقتصادية. إن تفاقم الصعوبات المعيشية قد يدفع البعض لليأس أو الغضب، مما قد يسهل على أيادٍ خبيثة محاولة توجيه هذا السخط نحو مسارات تخدم أجندات التقسيم والتفتيت.
تطبيع فكرة التجزئة
إن استمرار حالة التفكك والفوضى في دول الجوار (ليبيا والسودان)، وتصويرها كأمر واقع لا مفر منه، قد يهدف إلى ترويض العقل العربي على قبول فكرة "الدويلات الهشة" كنموذج مستقبلي للمنطقة، وهو ما يخدم الأطروحات التي تسعى لإعادة رسم الخرائط على أسس عرقية أو طائفية.
الاستنزاف طويل الأمد
الحروب والصراعات المحيطة، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية، تضع عبئاً هائلاً على موارد الدولة المصرية وقدرتها على التركيز على التنمية الشاملة، وهو بحد ذاته هدف قد يسعى إليه من يريد إضعافها على المدى الطويل.
لذا، فإن هذا التعليق هو دعوة لليقظة القصوى والحذر الشديد على كافة المستويات، شعبياً ورسمياً. إن إدراك حجم المخاطر المحتملة، والعمل على تحصين الجبهة الداخلية عبر تعزيز الوحدة الوطنية الحقيقية، ومعالجة التحديات الاقتصادية بجدية وشفافية، وتقوية مؤسسات الدولة، والحفاظ على وعي مجتمعي رافض لأي دعوات تفتيت أو تمييز، يمثل خط الدفاع الأول والأقوى ضد أي مخططات تستهدف أمن مصر واستقرارها ووحدة أراضيها. فالأخطار الموصوفة في تلك الوثائق القديمة قد لا تكون مجرد "تاريخ"، بل تحذيرات لما يمكن أن يسعى إليه البعض إذا سنحت الظروف.
نظرة عامة على العالم العربى والاسلامى ..
ذكرت الوثيقة الصهيونية إن العالم العربى الاسلامى هو بمثابة برج من الورق أقامه الأجانب من فرنسا وبريطانيا فى العشرينيات ، دون أن توضع فى الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم .و لقد قسم هذا العالم الى 19 دولة كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة ، والتى تعادى كل منهما الأخرى ، وعليه فإن كل دولة عربية إسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقى والاجتماعى فى الداخل إلى حد الحرب الداخلية كما هو الحال فى بعض هذه الدول ، وإذا ما أضفنا إلى ذلك الوضع الاقتصادى يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها ، فى الواقع ، بناء مصطنع كبرج الورق ، لايمكنه التصدى للمشكلات الخطيرة التى تواجهه .
مصر ..
ذكرت الوثيقة الصهيونية فى مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية فى مصر العليا ، حوالى 8 مليون نسمة .
وكان السادات قد أعرب فى خطابه فى مايو من عام 1980 عن خشيته من أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة ، أى دولة لبنانية مسيحية جديدة فى مصر .
و الملايين من السكان على حافة الجوع نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن فى ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكانى فى العالم .
وبخلاف الجيش فليس هناك أى قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية والدولة فى حالة دائمة من الافلاس بدون المساعدات الخارجية الامريكية التى خصصت لها بعد اتفاقية السلام .
ان استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطى يجب اذن أن يكون هدفا أساسيا من الدرجة الاولى اليوم .
ان المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد إعادة سيناء ، وسوف يفعلون كل مافى وسعهم لكى يعودوا إلى أحضان العالم العربى ، وسوف نضطر إلى العمل لإعادة الأوضاع فى سيناء إلى ماكانت عليه .
إن مصر لاتشكل خطرا عسكريا إستراتيجيا على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلى ، ومن الممكن إعادتها إلى الوضع الذى كانت عليه بعد حرب يونية 1967 بطرق عديدة ، كما ان أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت فى عام 1956 ، وتأكد زوالها فى عام 1967 .
إن مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هى بمثابة جثة هامدة فعلا بعد سقوطها ، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتى سوف تزداد حدتها فى المستقبل (وذلك وفقا للوثيقة ومخططات يسعون لها )
إن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسى فى الثمانينات على جبهتها الغربية .
إن مصر المفككة والمقسمة إلى عناصر سيادية متعددة ، على عكس ماهى عليه الآن ، سوف لا تشكل أى تهديد لإسرائيل ، بل ستكون ضمانا للزمن والسلام لفترة طويلة ، وهذا الأمر هو اليوم في متناول أيدينا .إن دول مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها سوف لا يكون لها وجود بصورتها الحالية ، بل ستنضم إلى حالة التفكك والسقوط التى ستتعرض لها مصر .
فإذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الأخرى ، وفكرة إنشاء دولة قبطية مسيحية فى مصر العليا إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التى تتمتع بالسيادة الاقليمية فى مصر – بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هى وسيلتنا لإحداث هذا التطور التاريخى .
ان التفتت لبنان إلى خمس مقاطعات إقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية .
خطة تقسيم مصر ..
خطة تقسيم مصر نشرها الدكتور حامد ربيع – رحمه الله – الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في صحيفة الوفد في الثمانينيات في سلسلة مقالات بعنوان (مصر والحرب القادمة) ، ونشرها الدكتور محمد عمارة نقلا عن مجلة يصدرها البنتاجون في كتابه (المسألة القبطية حقائق وأوهام ومفاد هذا الكلام تقسيم مصر الى ثلاث دويلات
- دويلة قبطية .. ممتدة من جنوب بني سويف في جنوب أسيوط بامتداد غربي يضم الفيوم وبخط صحراوي طويل يربط هذه المنطقة بالاسكندرية التي يعتبرها هذا المخطط عاصمة للدويلة القبطية .
- دويلة النوبة .. الممتدة من صعيد مصر حتى دنقلة من شمال السودان وعاصمتها أسوان .
- دويلة إسلامية .. تشمل مصر الإسلامية والتي تضم المنطقة من ترعة الاسماعيلية والدلتا حتى حدودها على الدويلة القبطية غربا ودويلة النوبة جنوبا
- وما يتبقي يصبح دويلة يهودية تقع بخريطة إسرائيل الكبرى ... وعند هذا الحد يصبح طبيعيا أن يمتد النفوذ الإسرائيلي عبر سيناء ليستوعب شرق الدلتا بحيث تتقلص حدود مصر تماما من الجهة الشرقية ليصير فرع دمياط وترعة الاسماعيلية حدها الشرقي وتحقق الغاية الاسرائيلية النهاية “من النيل إلى الفرات”
وفي الختام، تبقى الثقة الراسخة في الشعب المصري هي حجر الزاوية. هذا الشعب العظيم الذي أثبت عبر التاريخ رفضه القاطع للتقسيم والتشرذم، سيبقى راسخًا كالجبال في الدفاع عن أرضه وحماية وحدته. فالمصريون نسيج واحد، لا يقبل الانفصال أو التمزق، وهو ما يجعله الصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها كل الأطماع والمؤامرات الرامية لزعزعة استقرار الدولة ووحدة ترابها. إن قوة مصر الحقيقية تكمن في تلاحم أبنائها وإيمانهم بوحدة المصير، وهذا الإيمان هو الدرع الحصين في وجه أي خطر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 14 مايو 1981.. السادات يخطب فى مجلس الشعب متهما البابا شنودة بالسعى لإقامة دولة قبطية فى الصعيد ويفكر فى استفتاء شعبى لطرده من منصبه الروحى
قرارات سبتمبر وتحديد إقامة البابا شنودة..كيف تغيرت العلاقة بين الكنيسة والدولة؟
مقالات الدكتور حامد ربيع – "مصر والحرب القادمة"
نشر الدكتور حامد ربيع، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، سلسلة مقالات بعنوان "مصر والحرب القادمة" في صحيفة الوفد خلال الثمانينيات. تناولت هذه المقالات مخططًا لتقسيم مصر إلى ثلاث دويلات، كما ورد في عدة مصادر:
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور حامد ربيع توفي في سبتمبر 1989 أثناء إعداده للحلقة الحادية عشرة من هذه السلسلة، في ظروف وُصفت بالغموض. تراجم+1أرشيف الإنترنت+1
منتدى الدفاع العربي: أخبار الدفاع العربيأخبار الدفاع العربي+1newmuslimdefend.blogspot.com+1
مدونة "سنوات الفوضى": mmkrarsy.blogspot.commmkrarsy.blogspot.com+1متجر جوجل بلاي+1
مدونة "مصر بعد النظام الفاشل": salemelkhatib.blogspot.comsalemelkhatib.blogspot.com
منتدى "شبكة فلسطين للحوار": paldf.net
كتاب "في المسألة القبطية: حقائق وأوهام" – د. محمد عمارة
في هذا الكتاب، ناقش الدكتور محمد عمارة المخططات الغربية لتقسيم مصر، مستندًا إلى ما نشره الدكتور حامد ربيع، ومشيرًا إلى مصادر أمريكية، منها مجلة تصدر عن البنتاغون. يمكنك تحميل أو قراءة الكتاب من الروابط التالية:
موقع "كتب PDF": كتب PDF عربيةالمكتبة العربية للكتب+1العرب إيمج+1
موقع "مكتبتي PDF": مكتبتي PDFمكتبتي PDF
موقع "3كتاب": 3kitab3kitab
موقع "الكتب العربية": العرب إيمجأرشيف الإنترنت: أرشيف الإنترنت متجر جوجل بلاي
تعليق واحد