حين تكلم مبارك... ولم يسمع أحد " بالفيديو والنص " خطاب من 2010 يفضح حاضر 2025 !!
من اعداد وكتابة - محمد عنان Follow @3nan_ma
في ظل ما يشهده عالمنا العربي اليوم من اضطرابات وصراعات وانهيارات متتالية، نعود لنستحضر كلمة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في عيد الشرطة عام 2010، قبل شهور قليلة من اندلاع ما عُرف لاحقًا بـ"الربيع العربي"، وما تبعه من فوضى طاحنة.
كلمة قد يراها البعض تقليدية، لكنها ـ عند التأمل فيها الآن بعد مرور 15 سنة ـ تحمل تحذيرات واضحة وصريحة، بل ونبوءات صادمة لما حدث بعدها:من تصاعد الفكر الطائفي والمذهبي،إلى تدخلات خارجية فجّة،
مرورًا بانهيار دول عربية كبرى،وانتهاءً بواقع مأساوي في غزة واليمن وسوريا وليبيا والسودان... بل ومخاطر لم تسلم منها حتى مصر نفسها.
الملاحظ ان اغلب الناس حتى لو ضد الرئيس مبارك الا انهم بيستشهدوا بكلامه فى حاجات كتيره بتحصل دلوقت ،وده ان دل فـ بيدل على مدى الفراغ الرئاسي اللي بنعانى منه من 2011 ،وكل السياسات خلت الناس تبص لورا بدل ما كانوا فاكرين الاوضاع هتتحسن !!
— Mohamed 3nan (@3nan_ma) April 20, 2025
في خطابه هذا، حذر مبارك من "الاستقواء بالخارج"، ومن "سحابات الصيف" التي لا تنتهي، ومن "النوازع الطائفية" و"الفكر السلفي التكفيري"، ومن اللعب بالنار في الداخل والخارج.
وتحدث عن "الحق السيادي في تأمين الحدود"، في سياق أزمة غزة التي كانت وقتها تحت سيطرة حماس... كلمات تُقرأ اليوم كأنها كُتبت للتو.
الهدف من إعادة نشر هذا الخطاب ليس التجميل ولا النواح، بل لنتأمل:
هل كنا نسمع؟هل وعينا خطورة ما كان يُقال؟وهل استطعنا أن نفرّق بين دولة كانت تحذر وتحاول تحصين الداخل... وبين فوضى ما بعدها فوضى أكلت الأخضر واليابس؟
الى نص الخطاب كاملا
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأبناء، ضباط وجنود الشرطة،
السيدات والسادة،
يسعدني أن أشارككم الاحتفال السنوي بعيد الشرطة. نحتفل اليوم برجال الشرطة، نؤكد تقدير الشعب لعطائهم من أجل الوطن، نشد على أيديهم، نستذكر تضحياتهم، ونخلد ذكرى شهدائهم.
تمر بنا اليوم الذكرى الثامنة والخمسون لبطولات رجال الشرطة في الإسماعيلية، وصمودهم وبسالتهم في مواجهة قوات الاحتلال دفاعًا عن كرامة الوطن وكبريائه. سيبقى هذا اليوم في ذاكرة مصر وأجيال أبنائها رمزًا لعزة شعبنا وسيادته على أرضه، ورمزًا لوطنية أبنائه من رجال الشرطة.
إننا إذ نحتفل بهذه المؤسسة الوطنية العريقة، نستدعي سجلًا ناصعًا لرجالها. فهم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، ساندوا مسيرته في أوقات الحرب والسلام، وخاضوا ولا يزالون مواجهة ضارية مع الإرهاب والتطرف، ويوصلون تضحياتهم وجهودهم ساهرين على أمن الوطن والمواطنين، مدافعين عن استقرار مصر وسلامة أبنائها.
أيها الأخوة والأخوات،
إن أمن مصر القومي، بمفهومه الشامل، هو مسؤوليتي الأولى. لا أسمح حياله بأي تهاون أو تفريط، ولا أقبل فيما يتعلق به أنصاف الحلول.
نعيش في عالم مضطرب، ومنطقة صعبة، ويخطئ من يتجاهل اتساع دوائر عدم الاستقرار من أفغانستان إلى باكستان، وفي إيران والعراق واليمن، وفي الصومال والسودان. ويخطئ من يتغافل عن المخاطر المستمرة للإرهاب والتطرف، واتساع دائرة الفكر السلفي وجماعاته، والدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات، والمحاولات المستمرة لترويع الآمنين والإخلال بالسلام الاجتماعي وزعزعة الاستقرار.
يخطئ من يتغاضى عن تصاعد النوازع الطائفية من حولنا في المنطقة العربية وإفريقيا والعالم؛ ما بين محاولات لإشعال الفتن بين الشعب الواحد، ودعوات للمحاصصة، وأحداث للعنف والاقتتال، وأمثلة نشهدها للاستقواء بالخارج، وأخرى للتدخل الخارجي تصب الزيت على النار وتعمل وفق مصالحها وأجنداتها.
لقد هزّ الاعتداء الإجرامي في نجع حمادي ضمير الوطن، صدم مشاعرنا وأوجع قلوب المصريين، مسلميهم وأقباطهم. وبرغم تنفيذ التعليمات بسرعة القبض على الجناة وإحالتهم لمحكمة أمن الدولة العليا "طوارئ"، فإن هذا الحادث البشع يدعونا جميعًا، مسلمين وأقباط، لوقفة جادة وصريحة مع النفس.
لقد تلقيت تقارير عديدة من أجهزة الدولة ولجنة تقصي الحقائق، استعرضت ملابسات هذا الاعتداء بمقدماته ووقائعه، وما قيل عن دوافعه. وإنني، كرئيس للجمهورية ورئيس لكل المصريين، أحذر من مخاطر المساس بوحدة هذا الشعب، والوقيعة بين مسلميه وأقباطه. وأقول، بعبارات واضحة: إنني لن أتهاون مع من يحاول النيل منها أو الإساءة إليها من الجانبين.
الأخوة والأبناء، ضباط وجنود الشرطة،
السيدات والسادة،
يسعدني أن أشارككم الاحتفال السنوي بعيد الشرطة. نحتفل اليوم برجال الشرطة، نؤكد تقدير الشعب لعطائهم من أجل الوطن، نشد على أيديهم، نستذكر تضحياتهم، ونخلد ذكرى شهدائهم.
تمر بنا اليوم الذكرى الثامنة والخمسون لبطولات رجال الشرطة في الإسماعيلية، وصمودهم وبسالتهم في مواجهة قوات الاحتلال دفاعًا عن كرامة الوطن وكبريائه. سيبقى هذا اليوم في ذاكرة مصر وأجيال أبنائها رمزًا لعزة شعبنا وسيادته على أرضه، ورمزًا لوطنية أبنائه من رجال الشرطة.
إننا إذ نحتفل بهذه المؤسسة الوطنية العريقة، نستدعي سجلًا ناصعًا لرجالها. فهم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، ساندوا مسيرته في أوقات الحرب والسلام، وخاضوا ولا يزالون مواجهة ضارية مع الإرهاب والتطرف، ويوصلون تضحياتهم وجهودهم ساهرين على أمن الوطن والمواطنين، مدافعين عن استقرار مصر وسلامة أبنائها.
أيها الأخوة والأخوات،
إن أمن مصر القومي، بمفهومه الشامل، هو مسؤوليتي الأولى. لا أسمح حياله بأي تهاون أو تفريط، ولا أقبل فيما يتعلق به أنصاف الحلول.
نعيش في عالم مضطرب، ومنطقة صعبة، ويخطئ من يتجاهل اتساع دوائر عدم الاستقرار من أفغانستان إلى باكستان، وفي إيران والعراق واليمن، وفي الصومال والسودان. ويخطئ من يتغافل عن المخاطر المستمرة للإرهاب والتطرف، واتساع دائرة الفكر السلفي وجماعاته، والدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات، والمحاولات المستمرة لترويع الآمنين والإخلال بالسلام الاجتماعي وزعزعة الاستقرار.
يخطئ من يتغاضى عن تصاعد النوازع الطائفية من حولنا في المنطقة العربية وإفريقيا والعالم؛ ما بين محاولات لإشعال الفتن بين الشعب الواحد، ودعوات للمحاصصة، وأحداث للعنف والاقتتال، وأمثلة نشهدها للاستقواء بالخارج، وأخرى للتدخل الخارجي تصب الزيت على النار وتعمل وفق مصالحها وأجنداتها.
لقد هزّ الاعتداء الإجرامي في نجع حمادي ضمير الوطن، صدم مشاعرنا وأوجع قلوب المصريين، مسلميهم وأقباطهم. وبرغم تنفيذ التعليمات بسرعة القبض على الجناة وإحالتهم لمحكمة أمن الدولة العليا "طوارئ"، فإن هذا الحادث البشع يدعونا جميعًا، مسلمين وأقباط، لوقفة جادة وصريحة مع النفس.
لقد تلقيت تقارير عديدة من أجهزة الدولة ولجنة تقصي الحقائق، استعرضت ملابسات هذا الاعتداء بمقدماته ووقائعه، وما قيل عن دوافعه. وإنني، كرئيس للجمهورية ورئيس لكل المصريين، أحذر من مخاطر المساس بوحدة هذا الشعب، والوقيعة بين مسلميه وأقباطه. وأقول، بعبارات واضحة: إنني لن أتهاون مع من يحاول النيل منها أو الإساءة إليها من الجانبين.
مبارك يرد على تهديدات ترامب بمنع المساعدات عن مصر(أمريكا بتهـ ـددنا بالمعونة علشان نمشى فى فلك إسرائيل وهذا محال),الموقف الثابت هو موقف المصريين عامة وعمرها ما كانت وفق رؤية رئيس من السهل يمشي ,الاهم السيادة المصرية مستمرة على ارضها التاريخية سواء بالسلام او بالحرب !! pic.twitter.com/dmPpj1TIhf
— Mohamed 3nan (@3nan_ma) February 11, 2025
لقد كنت قائدًا للكلية الجوية عام 1968، عندما قصفت طائرات إسرائيل نجع حمادي ودمرت كوبري قنا. لم يكن هناك فرق آنذاك بين دماء المسلم والمسيحي من ضحايا العدوان. وعندما خضنا حرب أكتوبر، ضحى أبناء مصر من الجانبين بأرواحهم ودمائهم، ورفعوا معًا علم مصر فوق سيناء.
نواجه اليوم أحداثًا وظواهر غريبة على مجتمعنا، يدفعها الجهل والتعصب، ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير من رجال الأزهر والكنيسة، وهو خطاب يجب أن يدعمه نظامنا التعليمي، وإعلامنا، وكتابنا، ومثقفونا. خطاب يؤكد قيم المواطنة، وأن الدين لله والوطن للجميع، وينشر الوعي بأن الدين أمر بين الإنسان وربه، وأن المصريين، بمسلميهم وأقباطهم، شركاء وطن واحد.
نواجه اليوم أحداثًا وظواهر غريبة على مجتمعنا، يدفعها الجهل والتعصب، ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير من رجال الأزهر والكنيسة، وهو خطاب يجب أن يدعمه نظامنا التعليمي، وإعلامنا، وكتابنا، ومثقفونا. خطاب يؤكد قيم المواطنة، وأن الدين لله والوطن للجميع، وينشر الوعي بأن الدين أمر بين الإنسان وربه، وأن المصريين، بمسلميهم وأقباطهم، شركاء وطن واحد.
نواجه ذات المشكلات، ويحدونا ذات الطموح لمستقبل أفضل لهم ولأبنائهم. وهو دور ضروري مطلوب ينهض به عقلاء الأمة وحكماؤها من الجانبين، يتصدون للتحريض الطائفي، ويحاصرون التطرف، ويعملون من أجل مجتمع مصري متطور لدولة مدنية حديثة.
أدعو المسلمين والأقباط للتسابق في بناء المدارس والمستشفيات، ومساعدة الفقراء، والعطاء من أجل الوطن. فإن أي احتكاكات عابرة في التعاملات اليومية، إذا ما أُخذت بعدًا طائفيًا، تصبح قنبلة موقوتة، تشعل الفتنة، وتقطع وحدة جناحي الأمة، وتسيء إلى صورة مجتمعنا، وتفتح الباب لمحاولات خارجية نرفضها.
أقول لأبناء الوطن من الجانبين، وبعبارات لا تحتمل اللبس أو التأويل: إننا سنواجه أي جرائم أو تصرفات ذات بعد طائفي بقوة القانون وحسمه، وبعدالة سريعة ناجزة وأحكام صارمة تردع من يستخف بأمن الوطن ووحدة أبنائه.
وبينما نواصل جهودنا لإحياء عملية السلام وتحقيق الوفاق الفلسطيني، نتعرض لحملات مكشوفة من قوى عربية وإقليمية لم تقدم يومًا ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها، وتكتفي بالمزايدة بالقضية الفلسطينية والمتاجرة بمعاناة الفلسطينيين.

إن مصر لا تقبل الضغوط أو الابتزاز، ولا تسمح بالفوضى على حدودها، أو بالإرهاب والتخريب على أرضها. لدينا من المعلومات الموثقة الكثير، ونعلم من ينظمون هذه الحملات ومهرجانات الخطابة ضد مصر، في دول شقيقة، بيوتهم من زجاج، ولو شئنا لرددنا الصاع صاعين، ولكننا نترفع عن الصغائر.
نصبر على حملات التشهير والتطاول، لكن ما لا نقبله ولن نقبله، هو الاستهانة بحدودنا أو استباحة أرضنا أو استهداف جنودنا ومنشآتنا.
إن الإنشاءات والتحصينات الهندسية على حدودنا الشرقية هي عمل من أعمال السيادة المصرية، لا نقبل فيه جدلًا أو منازعة من أحد، كائنًا من كان. هذا حق مصر الدولة، بل وواجبها ومسؤوليتها، وهو حق مكفول لكل الدول في السيطرة على حدودها وتأمينها.

لقد رفضت مصر الانضمام إلى الاتفاق الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة في عهد الإدارة السابقة، بعد عدوان غزة في العام الماضي، ونحن ماضون في استكمال التحصينات الهندسية على الحدود، ليس إرضاءً لأحد، بل لحماية أمننا القومي من اختراقات نعلمها، وأعمال إرهابية وقعت في طابا، وشرم الشيخ، ودهب، والقاهرة.
لن نضيق ذرعًا بما نتحمله من أجل القضية الفلسطينية، ولكن أولويتنا ستظل لمصر أولًا، وقبل أي شيء وكل شيء، في حدودها، وأرضها، وسيادتها، وأمنها، ومصالحها، ومقدرات شعبها.
الانضمام إلى المحادثة