الماسونية و الصهيونية بين الحقيقة و الخيال

الماسونية و الصهيونية بين الحقيقة و الخيال



لكي تدرك معنى الماسونية والصهيونية وهذه المفاهيم وعلاقتها بالواقع عليك أن تدرك تماماً البيانات التالية وتفهم جيداً حقيقة الصراع الأبدي الدائر منذ خلق الله آدم ومنذ أبا إبليس أن يسجد لآدم.

لقد خلق الله الكون حين خلق و كل شئ في خَلقِه آمن بوجود الله وطاعته طوعاً وكرهاً ... ثم خلق آدم وسخر كل شئ في هذا الكون لخدمة آدم فكل ما في الكون يخدم هذا الإنسان بأمر من الله واختيار منهم .. حيث عرض الله الأمانة على السماوات والأرض فأشفقن منها وحملها الإنسان والأمانة هي التكليف بعبادة الله ومعرفته وتوحيده والقيام بوظائف الدين من الأوامر والنواهي وعمارة الأرض واستخدامها لأداء هذه المهام، والمعنى: إنا عرضنا هذه الأمانة على كل ما في السماوات والأرض، ولها الثواب العظيم، إن أحسنت القيام بها، والعقاب الأليم إن خانت، فأبت وأشفقت واستعفت منها، مخافةَ ألاَّ تقدر عليها، فطلبت السلامة، ولا ثواب ولا عقاب إلا الإنسان هو الذي قبل حمل هذه الأمانة لأنه كان ظلوماً لنفسه جهولاً لا يعلم ثقل هذه الأمانة وصعوبة هذا التكليف.

فالإنسان مخير و باقي الكائنات مسيرة لا تختار فالشمس مثلاً لا تختار أن تشرق أو تغرب بل هي مسيرة وفقاً للقوانين التي ألزمها الله بها فلا ثواب لها ولا عقاب بخلاف الإنسان الذي هو محاسب على كل كبيرة و صغيرة لأنه اختار أن يحمل الأمانة.


كذلك قال تعالى للملائكة : "إني جاعل في الأرض خليفة" .. وعلم الله هذا الخليفة الأسماء كلها .. إذاً العلم هو ميزة هذا الإنسان على سائر المخلوقات الأخرى .. و سجد كل الملائكة لهذا الخليفة رضاً منهم وتسليماً بكونه الخليفة في الأرض وكونهم جميعاً في خدمته فهناك ملائكة تستغفر لبني آدم وهناك ملائكة تحمي بني أدم وملائكة رحمة وملائكة عذاب وملاك الموت وهكذا .. المخلوق الوحيد الذي رفض قبول آدم كخليفة هو إبليس المخلوق من نار أبا واستكبر ورفض أن يكون مسخراً لآدم كبرياءاً منه واعتراضاً على أمر الله تعالى بأن يكون آدم أفضل منه و تمرداً على إرادة الله وأمره.
عندما رفض ابليس السجود لآدم لكونه الخليفة المختار من الله الذي علمه الأسماء كلها، قرر ابليس أن تكون مهمته هي إغواء آدم وإفشال مهامه، فبدأ بإغواء سيدنا آدم بالأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها،  وقال له الشيطان أن تلك الشجرة هي شجرة الخلد والملك والجاه فإذا أكلت منها لا تموت ولا تفنى ويكون لك ملكاً عظيماً يقول تعالى: "فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ". الله تعالى نهى آدم من الأكل من الشجرة اختباراً له وتكليفاً لكن تحت آثار وسوسة ابليس نسي آدم هذا النهي فأكل من الشجرة ناسياً، فخرج من الجنة وكتب الله عليه وذريته الشقاء في الأرض بالعمل والكد لطلب الرزق والكفاف بينما كان الرزق متوفر في الجنة، هذا ما يخبرنا به القرآن الكريم في آيات كثيرة.

لكن عبدة الشيطان وأعوانه لهم تفسير آخر لما حدث أوحى به ابليس إليهم، فهم يقولون أن الإله سجن آدم في الجنة وأن ابليس أراد الخير لآدم وذريته وأراد أن يعطيهم سر الخلود والألوهية، فلذلك قال له أن يأكل من الشجرة التي بها سر الخلود والملك والجاه، تلك الشجرة مقدسة في العقائد الباطنية، حيث أنها رمز للخلود والعلم، وتسمى بشجرة الكابالا أو شجرة المعرفة، ويشيرون إلى الثمرة التي أكل منها آدم بالتفاحة رغم أن القرآن لم يذكر أنها كانت شجرة تفاح. ويقولون بأن الإنسان إذا استزاد من الأكل من الشجرة فإنه ينال سر العلوم والمعارف ويكون متنوراً ويكون إلهاً ويخلد بلا موت. وأن سر الألوهية هو العلم والاستزادة من الأكل من شجرة المعرفة. ويقولون بأن حواء هي التي أكلت من الشجرة أولاً وأنها أعطت منها آدم لذلك يقدسون المرأة ويعتبرونها رمزاً للحرية والتمرد. وأن ابليس لما فعل ذلك خرج من الجنة وأصبح ملاك ساقط يسمونه لوسيفر أي المتنور أو صاحب شعلة النور أو شعلة النار وأنه هو الإله الحقيقي وأنه إله الخير في مقابلة إله الشر يهوه أو يهوذا Jehovah. وتسمى هذه الفلسفة اللوسيفرية Luciferian philosophy. ويؤمن بها الماسون والصهاينة وعبدة الشيطان والمتنورين والثيوصوفيين وكل العقائد الباطنية.

وتلك الشجرة الكابالية معارفها عبارة عن سحر وتعاويذ وتمتمات شيطانية فكلما مارس الإنسان السحر ازداد قرباً من عالم ابليس وابتعد عن الإيمان بالله لأن السحر لابد أن يحتوي على عقائد كفرية وتدنيس للمقدسات الدينية، لذلك حد الساحر في الإسلام قطع الرقبة. وكتب الكابالا من العقائد الدينية الأساسية المعتمدة عند اليهود. 

إبليس يدرك تماماً أن الله واحد و هو يعلم تماماً بوجود الله وكذلك يؤمن تماماً بدخوله جهنم في النهاية ولكنه مستكبر ومتمرد ورافض لأن يخدم آدم ويطيع الله في أوامره، لذا قرر غواية آدم وإفشال مهمته، فكل معصية على الأرض يكون أساسها التمرد والكبر. لذلك يتخذ عبدة الشيطان من إبليس رمزاً للتمرد والحرية والتحرر والثورية والرفض والعصيان والغضب والشذوذ وهكذا فهذه طرق إبليس. وإبليس هو أول متمرد متبع لهذه الطرق التي تخالف سنن الله في الكون. لذلك هم يقدسوه ويعبدوه باتباع طريقته وخدمته والانضمام لحزبه.
و يتخذون من هذه الصورة: بافوميت رمزاً لإبليس ويقولون عليه الملاك الساقط ولكن لا يوجد شئ اسمه الملاك الساقط. فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم وهم مسيرين لا يختارون ولا يمكنهم معصية الله أبداً وهم من نور وإبليس من نار فهو ليس ملاك ساقط بل هو شيطان رجيم حاقد على آدم وذريته وكاره لهم.

و إبليس لم يرد أن يدخل النار وحده بل أراد أن تكون مهمته هي إغواء بني آدم ذلك المخلوق الذي يحقد عليه إبليس لتفضيل الله له فمهمة إبليس هي أن يتبعه بني آدم ويغويهم عن عبادة الله ويضلهم ويفشلهم في حمل الأمانة فلا يقومون بأدائها، فيدخلون جهنم معه، ويعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً.

ويقول إبليس يوم القيامة لبني آدم : "وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم" صدق الله العظيم.

إن كل متبع لإبليس هو ظالم لنفسه كما ظلم الشيطان نفسه من قبل وهو يعلم ذلك جيداً.
يقول الله تعالى : "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ" صدق الله العظيم.

إن الشيطان للإنسان عدو حاقد عليه، رفض أن يسجد له ورفض أن يكون في خدمته وجعل مهمته هي إغواء بني آدم وإضلالهم وإدخالهم معه في جهنم وحتى لو كان ثمن ذلك هو دخول إبليس نفسه في جهنم خالداً فيها أبداً. فقد رضي بأن يلعنه الله ويخرج من رحمة الله ويخلد في جهنم على أن يسجد لآدم ويُسَخر له كباقي مخلوقات الله في الكون
و مع ذلك يتخذ الإنسان من إبليس خليلاً بل ويعبدونه! ويقدسوه!! ويتبعون طريقه وكلما أغواهم ذهبواً خلفه !!! إلا عباد الله المخلصين الخاضعين لأمر الله الذين لا يقدر عليهم إبليس لأنهم يعلمون الحقيقة ويسألون الله أن يعيذهم من الشيطان وطرقه.
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". والكبر هو الشئ الوحيد الذي قال فيه رسول الله ذلك بل لو توجد ذرة واحدة من كبر في قلب إنسان فلا يدخل الإنسان الجنة ّ!!!! لماذا؟؟

لأن الكبر هو منهج إبليس وهو أساس كل معصية وكفر وكل من في قلبه كبر فيستحيل أن يكون خاضعاً لأمر الله ومجتنباً لنواهيه وكل خاضع لله بقلبه وعقله وجوارحه فهو مستسلم مسلم لله وكل متكبر فهو متبع للشيطان .


يمكننا القول أن هناك حزب الله وهناك حزب الشيطان كما قال الله عز وجل. حزب الله هم الفائزون هم كل مسلم خاضع لأمر الله متبع لأوامره ومجتنب نواهيه، مصلح في الأرض معمر فيها يمشي في الأرض هوناً رحيم بمخلوقات الله جميعاً، خاضع لجبروت الله وقدرته مصدق بأوامره ومطيع له لا يرفض شريعة الله ولا يتبع هواه ولا يتكبر على شرع الله وأمره ويكفر بعبادة الطاغوت ويؤمن بوحدانية الله وعظمته وقدرته وحده لا شريك له.

وحزب الشيطان يشمل كل من استكبر وكفر وتمرد على شريعة الله ولم يرضى بتحكيم الله وكتابه وشريعته وأمره ونهيه فاتبع هواه واتبع الشيطان في نهجه واتبع طريق التمرد والشذوذ والغضب والفواحش والفجر والسيئات والخروج عن السنن المعروفة لله في الكون في كل خلقه فمارس الرذيلة وعبد الشيطان وسلك طريق السحر والشعوذة والدجل وكلها طرق الشيطان .
إن الماسونية والصهيونية عقائد شرك من يكذبها فهو لا يفقه الصراع القائم بين بني آدم وابليس وبنيه إلى يوم الدين، فهذا مذكور في كتاب الله ومذكور عدة مرات في قصة سيدنا آدم التي بينها الله بدلالات وإشارات ومفاهيم عديدة ليدرك الإنسان أن هذا الصراع باقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فاللهم اجعلنا من حزبك ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

المقال السابق
المقال التالي

الحياه تجارب والسياسة رجاسة والقادم بقراءة التاريخ يستكشف لنا المستقبل

هناك تعليق واحد:

  1. أيها الأغبياء أيها الخونه للتاريخ
    أيها المجرمون فى حق مصر وتاريخها
    هل بحرققكم لتراثنا شفى غليلكم
    فانتم بلطجيه الراى والفكر
    ايها الجيش ايتها الشرطه نطالب بحبسهم جميعا
    تحت مسمى الخيانه العظمى لمصر

    ردحذف

عبر عن شخصيتك 🌹✍