Translate

للأهمية 🦅

🔮 عدسة المعرفة 📜 رؤى وتحليلات معمقة 💡🔍 : 🔑 من الصراع إلى التحالف: ما هي تحولات العلاقة بين اليهود والمسيحيين "الغربيين خاصة" 🕵️‍♂️ 🕯️ من هى منظمة المتنورين: وما أصولها وأساليبها وكيف كان تأثيرها على أحداث العالم ؟ 🔮 🌀 التفاصيل الكاملة || من يكون الدجال وموعد خروجه هل اقترب ؟ 👁️ ⚖️ ما هو النظام العالمي الجديد "وكيفية مواجهته " 🌍 🔥 ثورة مصر : التدمير الخلاق لـ شرق أوسط كبير ؟ 💣 🕵️‍♂️ من هو الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين "ولد بالإسكندرية و كاد يصبح رئيس وزراء سوريا "وعلاقة المخابرات المصرية بالكشف عنه! 🕯️ بالدين والوثائق فضائح شيخ الفتنه يوسف القرضاوي عميل الناتو مفتى الإخوان ! 👁️‍🗨️ 🔮 تسجيل نادر للقذافى وعمر سليمان الثورات العربية هى مؤمرات غربيه لتقسيمنا وبدء الحروب الاهليه بيننا 💥 "التلمود وسفك الدماء: نصوص تحرض الإسرائيليين على قتل الفلسطينيين "والأطفال خاصة "دراسة بحثية في عقيدتهم" 🧠 🌐 "بالتسلسل الزمنى || كيف غيرت واشنطن وأنقرة النظام في دمشق وتصعيد الجولانى للحكم ! 🚨 💸 "سلسلة وثائقيات المال كقروض- وبالاختصار- سياسات هدم اقتصاد الدول 📉 📜 "الدروس غير المستفادة من غرق عبارات البحر الأحمر «دراسة حالة السلام 98» 📚 🏙️ بالصور والمستندات القواعد العسكرية في ولاية قطر الأمريكية 🏰 بالفيديو اول لقاء لمبارك بعد تولية الحكم 1981" رجل دولة سيحاسبنا التاريخ علي اهانته وبيننا الأيام ليصدق قولنا " 🤦‍♂️ وثيقة سياسية مسربه الخطة الصهيونية للشرق الأوسط التخريبى " 🤦‍♂️

نيوتن عن ألغاز المجتمع المصري نظرية اللحاف

الوضع ينفلت 

بقلم : نيوتن 
كن ما تريد. تحمل مسؤوليتك. فقط حدد ما تريد. حتى إذا لم تعرف ما تريد فإن هذا في حد ذاته اختيار.. اقبل به وادفع ثمن تبعاته.

أفلت منى عصر الجمعة فى حديقة بيتي. كان الطقس بارداً والهواء لا يمكن احتماله. دخلت البيت متسائلاً: كيف كنت أحتمل درجات حرارة تحت الصفر فى بعض الولايات الأمريكية ولم أعد أحتمل برد مصر الطفولى. خلصت إلى نتيجة: الجسم يتكيف مع بيئته.

فى مصر نحن نتمرد على بيئتنا. طموحنا يفوق إمكانياتنا أضعافاً. نرفض واقعنا. نريد تغييره. نقيد أنفسنا بشروط خيالية. لا يتغير واقعنا وتسلخنا أحلامنا. لا نطيق حياتنا. لا نتقدم. نحبط. نتحسر. لا نلوم أنفسنا أبداً. تلك هى المصيبة.

أعددت لنفسى كوب نسكافيه. نصف ملعقة سكر ونصف ملعقة كريمة منزوعة الدسم. صببت الماء الساخن فوق حبيبات البن. ذابت أمامى بينما تصاعدت رائحة القهوة المنعشة. فكرت فى بعض ألغاز المجتمع المصرى وأنا أجلس أمام مدفأتى.

الخيارات الاقتصادية للدول معروفة. أى تنمية تحتاج مشروعات. أى مشروع لابد له من تمويل. لو كانت لدى البلد موارد مناسبة ولا تهتز كفى الله المصريين شر الاحتياج، لكن مواردنا محدودة. لابد أن يتوفر لنا تمويل من خارجنا.

قد يكون الحل هو الاقتراض. كل الدول تقترض من الداخل والخارج وفق ضوابط معروفة. الاستدانة فى حد ذاتها ليست عيباً. كرامتنا تأبى ذلك. الحكومات الشعبوية توهم المجتمع أنها لن تورطه فى الديون رغم أن أى دين لو كان مدروساً سوف يسدد. المجتمع نفسه مازال يعتبر الاقتراض عيباً خصوصاً لو كان من صندوق النقد الدولى. أتحدى لو قبل الصندوق أصلاً إقراضنا الآن.

ربما يكون الحل أن نحصل على منح ومساعدات. نحن نحب المنح لكننا نتجاهل أن لكل منحة ثمناً. على الأقل تقول للمانح شكراً وتقر بأنه قد منحك مساعدة، لكن كرامتنا تأبى ذلك. نريد منحاً بلا مقابل، بل أن نتلقاها بكل إباء وشمم.. وإن لم تأت عايرنا من لم يدفع!

هل الحل هو أن تتشارك الحكومة مع القطاع الخاص فى المشروعات التى يحتاجها البلد؟ تقرر الحكومة المواصفات ويبنى القطاع الخاص المشروع ويحصل على بعض أرباحه لمدة سنوات. هذا أسلوب معروف، لكن الصحافة وما حولها لن تقتنع بذلك. ستختلق فى الصفقة احتمالات تواطؤ بين الحكومة وأى رجل أعمال. طبعاً أى رجل أعمال فاسد حتى لو ثبت العكس.. وأى شراكة مع القطاع الخاص جريمة ولو وقع اتفاقها الملائكة!!

إذن الحل هو أن نجتذب الاستثمارات الأجنبية. جيد. لكننا لا نعطى المستثمر ميزة. لو أعطاه أحد ميزة اتهمناه فى ذمته. لا نريد أن نمنحه الأرض بسعر رخيص حتى لو لم تكن سوى مرتع لعقارب الصحراء وعمرها هو بنفسه وماله. المطلوب من المستثمر أن ينفق ماله فى مصر دون أن يحصل على أى فائدة ويكون أفضل لو لم يحول أرباحه للخارج، ويكون خيراً لو تنازل عن مشروعه لنا بعد أن يزدهر.. ولا مانع أن نهدده بالتأميم!

لا نريد كل تلك الحلول. سيكون خيارنا الأخير هو أن نعمل بأنفسنا ونجتهد لكى نحول ترابنا إلى ذهب. نعمل؟ كيف؟ الموظف لا يعجبه راتبه، العامل مستعد أن يُضرب عن العمل طوال وقته ولا يقبل أن يتدرب ليرفع مستواه الفنى. الكل يريد تأميناً صحياً مجانياً وعلاوات شهرية ومكافآت يومية لكن لا أحد يقبل أن يُساءل عن مستوى وحجم ونوعية الإنتاجية.

حل هذه الألغاز معروف جداً: أن نبقى كما نحن، لا نحلم، ننزوى إلى أن نتلاشى!!

كيفما تريدوا تكونوا.. ولكى تكون يجب أن تتعب.. ولكى تغير واقعك لابد أن تكون واقعياً. مع آخر رشفة من كوب النسكافيه تساءلت: متى يمعن المصرى فى حكمته العامية العميقة: بقدر لحافك تتمدد ساقاك؟ حالنا منكمش ولحافنا قصير، ولو لم نستوعب حقائق الأمور فإن علينا أن نقبل وضع القرفصاء للأبد.






الحياة رحلة عبر محطات التجارب، تصقلنا وتمنحنا البصيرة. أما السياسة، فكثيرًا ما تعكس صراعات المصالح الضيقة، وتحجب الرؤية الأوسع. لكن باستلهام دروس التاريخ، يصبح بمقدورنا استشراف بعض ملامح المستقبل، وإن كانت محتملة لا قطعية. وعليه، لا يجدر بنا أن نستسلم لرهبة الآتي، فالمقدر سيقع بإذن الله، وواجبنا أن نتوكل عليه حق التوكل، وأن نستعد بعقل مفتوح وروح متفائلة لمواجهة ما يحمله الغد.