سلسة كشف الطرف الثالث" الرئيس "اسـتــدعــاء " الجزء الثالث عشر  🦅

سلسة كشف الطرف الثالث" الرئيس "اسـتــدعــاء " الجزء الثالث عشر 🦅

 

 سلسلة كشف الطرف الثالث الرئيس اسـتــدعــاء  الجزء الثالث عشر  🦅

محمد عنان - وفقا لمصدر أمنى

استدعاء

في ذلك الصباح بدا أن الوحدة في انتظار زيارة شخصية عسكرية رفيعة المستوى... ها قائد الوحدة وقف  من على كرسيه فور سماعه بالخبر .. قام بالمرور على كل شبر في الوحدة... أمر بالمبالغة في أعمال النظافة والتحميل.. شدد على ضباطه بالتنبيه على الجنود بارتداء زياً رسميا 

هذا اليوم انتفضت وحدته العسكرية عن بكرة أبيها.. بعدما أفادت الاتصالات بانه يريد مقر الوحدة  نظيفاً لامعاً.. ولم لا فالزائر هو نائب مدير المخابرات الحربية شخصياً!

لم ينسى أيضاً أن يمر على ضابط أمن الوحدة وشدد عليه أن يقوم بتنشيط خدمات جنوده وأمره أن يكونوا على المستوى الأمني المطلوب والذي يتناسب مع زيارة شخصية أمنية رفيعة

كتائب مدير المخابرات الحربية..

تحت أمرك يا افندم

نطقها الضابط "عبد الفتاح" وهو يؤدي التحية مطمئناً قائده ولم يكد قائده ينصرف حتى شعر بأنها فرصته لإظهار مواهبه الأمنية التي لا يجيد غيرها.. سيحاول إبهار الضيف الكبير القادم... تساءل في قرارة نفسه عن سبب الزيارة؟ وهل من الطبيعي أن تزور الشخصيات الكبرى وحدته هكذا؟ نزع عن نفسه التساؤلات 

وانتوى أن يقوم بواجبه وأن يحاول أن يلفت نظر الضيف إليه بأية وسيلة.. صرخ في أقرب معاونيه:

اجمع لي الناس كلها بسرعة في مكتبي

دقائق قليلة مرت قبل أن يوجه للجميع الإهانة كما اعتاد دوماً! لما أقول اجمع لي الناس الكل يجمع قبل ما تعدي دقيقة واحدة مفهوم يا بقر؟!

رد الجميع بصوت واحد:

مفهوم يا افندم

دلوقتي في زيارة مهمة جاية لنا بعد ساعة من دلوقت.. وطبعاً احنا أول ناس ها يشوفها الضيف.. عاوز طقم البوابة صاحي.. الباب ما يتفتحش إلا لما تتأكدوا إن ورق الضيف

سليم مفهوم؟

رفع الجميع حواجبهم من فرط الدهشة بينما تجرأ أقدمهم الصول "فتحي":

ورقى إيه يا افندم ؟!.. لو كانت شخصية كبيرة مفيش داعي إننا نعارض سيارته لان وقتها ها يبقى اسمه مبالغة وتمثيل وممكن يجيب نتيجة عكسية

صرخ فيه بشدة:

انت ها تعرفني شغلي يا حضرة الصول؟!... يا افندم أصل للمفروض يكو...

قاطعه بسرعة:

المفروض ؟! انت بقى اللي ها تعرفني إيه المفروض... انصراف


ما إن انصرف الصول "فتحى" حتى التفت "عبد الفتاح" لأقرب جندي:

اسمع يا ابني انت بنفسك اللي تعارض سيارة الضيف عالبوابة.. مش عاوزه تمر غير لما تشوف هويته.. يقولك أنا عميد.. يقولك أنا لواء.. قول له أسف يا افندم.. مفهوم؟

مفهوم يا افندم.

نطقها الجندى بتلقي شديد؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا مش فاهم بصراحة كل اللي انت بتشرحه من أسبوع ده علاقته إيه بـ "عبد الفتاح ؟! قالها "لطيف" بضجر شديد وهو يسدد نظرة لامبالية للضابط "يوسف" الذي ابتسم ببرود

وهو يحيه

اهدا يا حبيبي دا تخطيط بعيد المدى يخدم عملية صعود عبد الفتاح إلى سدة السلطة في مصر وقتما يحين الموعد بطريقة غير مباشرة ويمكن كمان يجعل من أمر توليه السلطة مطلب شعبي 

(مندهشاً) نعم؟ مطلب شعبي؟ عبد الفتاح يبقى مطلب شعبي؟! ولو اني مش فاهم..... لكن دا إيه علاقته بتوسيع علاقاتي مع فنانين وصحفيين؟

 

ها تعرف كل حاجة في ميعادها با خواجة "لطيف"... ما تستعجلش..

 

خطتنا طويلة الأجل وانت مكمل فيها للنهاية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. والأمر بإقامة علاقات موسعة مع صحفيين وفنانين وأدباء مجرد حلقة واحدة في خطتنا.. وكل مرحلة وليها تخطيطها ... المهم طمني.. استوعبت ها تعمل إيه ؟

طبعاً وحفظت كمان

وبخصوص أجهزة الاتصال الجديدة الضابط "إيزك" بيقول إنك كنت هايل في التدريب عليها وبقيت محترف.. وأكيد مش بيجاملك

لا طبعاً الأجهزة الجديدة سهله جداً وماتنساش إنى ببيع أجهزة تشبه لها في محلاتي في الموسكي فالموضوع بالنسبة لي كان قريب جداً.


تمام.. دلوقت بقى تقدر تسافر وانت مطمئن وماتنساش تبعت لى تقرير أسبوعي بالمستجدات.. أظن الاتصال خلاص بقى أسهل؟

قاطعه وهو يناوله مظروفاً صغيراً مستطردا:

هتلاقي هنا شيك بـ 100 ألف دولار لزوم الفيلا الجديدة وتأثيثها.. مش عاوز أفكرك ثاني.. دورك وإن كان غير مباشر في المراحل اللي جاية.. إلا أنه أهم دور في الخطة تقريباً!

اعتلت "لطيف" الدهشة مرة أخرى وهو يرد:

أهم دور ؟!.. دا أنا دورى بعيد أوي أيوة... وصول عبد الفتاح لأعلى المناصب العسكرية دا دورنا احنا.. أما دورك انت فا هایبقى تهيئة المجتمع المدنى باستمرار لوجود عسكريين في السلطة وزياده التقارب بين النخبة المدنية وبين النخب العسكرية ودا لازم يتم بالتوازي مع دورنا... عاوزين المرة دي نتلافي أى أخطاء ظهرت في أى عمليات سابقة...

  • نطقها "يوسف" بمرارة شديدة وهو يتذكر عملية "إيلى "كوهين" ضابط الموساد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول لسدة الحكم في سوريا والذي تم كشفه تقريباً في المرحلة قبل الأخيرة من خطة نفاذه وتغلغله داخل المجتمع السوري.. كانت تجربة زرع عملاء وسط النخبة السورية مبكرة فى عمر جهاز الموساد ولكنها فشلت ربما بسبب استعمال القيادات وقتها العملية بظهور بطلهم على مسرح الأحداث في دمشق.. ورغم فشل العملية إلا أن "يوسف" كان قد قرر وضعها دوماً نصب عينيه ومحاولة الاستفادة منها كلما استطاع إلى ذلك سبيلا 


أسف يا افندم.. الزي العسكري مش تصريح دخول للوحدات العسكرية.. ممكن أشوف

الكارنيه العسكري؟

نطقها جندي الأمن وهو يقف أمام سيارة العميد " خالد حماد" الذي رد عليه ببرود:

وحتى السيارة العسكرية كمان مش تصريح ؟!

رد الجندي بلهجة آلية

-

وحتى السيارة يا افندم

نظر إليه خالد متفحصاً طريقته المتكلفة قبل أن يناوله بطاقة هويته العسكرية وما إن اطلع عليها الجندي حتى دلك قدمه في الأرض بقوة وهو يؤدي التحية العسكرية ويصرخ: تمام يا أفندم .. افتح الباب يا دفعة... انفتح باب الوحدة ومرت سيارة "خالد" حماد" في طريقها إلى مكتب قائد الوحدة الذي كان ينتظر السيارة على باب مكتبة الخارجي

 وما إن وقفت سيارة "خالد" أمامه حتى أدى التحية العسكرية برهبة فقد كان يعلم جيداً أنه الآن أمام الرجل الثاني في جهاز المخابرات الحربية

أقوى الأجهزة الأمنية داخل الجيش

أهلاً وسهلاً يا افندم...

رد "خالد" تحيته العسكرية بأدب.. ثم مد يده يصافحه

أهلا بيك... أخباركم إيه؟ تقاريركم الأمنية كلها كويسه قلت أشوف بنفسي بقى. تحت أمرك يا افندم... دا يمكن راجع لإن ضابط الأمن بتاعنا ممتاز وشايف شغله تمام... بصراحة يا افندم الضابط "عبد الفتاح" شاطر جداً.. توقف "خالد حماد" بإهتمام والتفت ليصبح في مواجهة قائد الوحدة تماماً وهو يرد في دهشة: ممتاز؟؟ شاطر ؟! من امتى الشطارة بيصنعها تعذيب العساكر يا سيادة العقيد؟

ابتلع قائد الوحدة ريقه بصعوبة وهو يرد: ماهو يا افندم في أنواع من العساكر مش بتشتغل إلا لو اتهانت.. وكمان سيادتك بنفسك لسه قايل إن تقاريرنا الأمنية كلها ممتازة... أيوه.. الكلام بتاع التقارير المكتوبة ده تقوله لقائد اللواء بتاعك يا سيادة العقيد .. لكن انت أكيد عارف إنا بنقرا التقارير وبنحللها بطريقة ثانية بعيد عن عبارة "كله تمام يا افندم"...

اللي تشوفه يا افندم.. قهوة سيادتك إيه؟

قبل القهوة والشاي أنا عاوز أعمل مرور ضروري على سجن الوحدة.. مصادري بتأكد إن عندكم مخالفات

قالها العميد "خالد" وهو يبتسم بسخرية فتوتر قائد الوحدة بشدة وهو يجيبه بصوت ضعيف:

تحت أمرك يا افندم.. تحب ضابط الأمن يكون معانا في التفتيش؟

لا ضابط الأمن ده سيبهولي دلوقتي.. عشان في بيني وبينه قعدة طويلة... وقتها كان عبد الفتاح يراقب مكتب قائد الوحدة من شباك مكتبه بتوتر شديد وهو يستمع من جنوده لردود فعل الضيف على البوابه رداً على طلب الاطلاع على هويته.. 

شيء ما في حديث جنوده جعله غير مطمئن للضيف بالمرة.. ما حكاه الجنود عن الزائر يؤكد أن هناك أمراً ما على غير ما يرام من أجله أتى هذا الضيف المهم لزيارة وحدته بالذات..

 راقب قائد الوحدة وهو يخرج من مكتبه خلف الضيف باهتمام.. لقد كانا في طريقهما إلى سجن الوحدة ماذا؟ سجن الوحدة؟!.. إذن الأمر فعلاً يخصه هو شخصياً فالعشرة جنود المسجونين حالياً هو من تسبب في سجنهم.. اعتلت الأسئلة في رأسه بسرعة فانتفض من مكتبه وهرول مسرعاً في اتجاه موكب التفتيش وما إن أصبح في مواجهتهم تماماً حتى ضرب الأرض بقدمه في قوة وهو يرفع يده بالتحية العسكرية مردداً:

-

ملازم أول "عبد الفتاح سعيد السيسي ضابط أمن الوحدة يا افندم.. أنا بعتذر لسيادتك على اللي حصل عالبوابة من العساكر .. اللي ما يعرف سيادتك يجهلك وأنا أمرت المعاقبة العسكري اللي عمل كده...

رمقه العميد "خالد حماد" بنظرة متفحصة هادئة وهو يرد بيرود:

-

وتعاقبه ليه ؟ العسكري عمل الواجب.. مش هو ده اللي المفروض يتعمل يا حضرة

الضابط؟ دي تعليمات مستديمة ولا بد من مراقبة تنفيذها باستمرار وتنبه إلى حرج موقفه فابتلع ريقه بسرعة وهو يتمتم بخفوت مطائطا رأسه:

-

اللي تشوفه سيادتك يا افندم...

ارفع رأسك يا حضرة الضابط... رجالتك مفروض إنهم نفذوا التعليمات ودا أدعى للفخر بيهم مش الكسوف من عملتهم...

قبل أن يضيق ما بين عينيه بشدة وهو يستطرد متسائلاً بلهجة ساخرة:

مش كده والا إيه؟

رد بخوف شدید:

کده يا افندم کده

سار خالد حماد مع قائد الوحدة خطوتين أخريين باتجاه باب السجن فتبعهما وسار خلفهما

فاستوقفه خالد بإشارة من يده بسرعة:

لا اتفضل انت استناني في مكتب السيد قائد الوحدة.. أنا عاوز أفتش عالسجن لوحدي

امتقع وجهه من شدة الخزي والتوتر وهو يرد:

أمر سيادتك يا افندم...

قالها وهو يبتعد خطوات قبل أن يلتفت بخوف ليلمح جندي حراسة السجن وهو يرفع الباب

  • كان سجن الوحدة أشبه يجب عميق في الأرض تغطيه شبكة من السلك والحديد يتوسطها إطار معدني كبوابة للسجن ...

نظر "خالد" إلى قائد الوحدة بلوم وهو يهتف:

مش وجهنا يا سيادة العقيد إن مسجون الوحدات تتبنى بشكل أدمى فوق الأرض؟ جاري يا افندم.. جاري.. أعمال التجديدات والبناء شغالة وممكن في خلال شهر نكون بنينا السجن

اجمع لى يا بني هنا كل المساجين..

خرج الجنود المساكين متتابعين بسرعة وجميعهم في حالة يرثى لها

كل واحد فيكم يقولي اسمه وحركته بسرعة...

أيمن حسن أحمد... ما اعرفش جريمتي يا افندم

هاني ربيع الشحات... ما اعرفش جريمتي يا افندم أوقفهم بإشارة من يده والتفت إلى قائد الوحدة في دهشة يعنى إيه ما يعرفوش جرائمهم مش المفروض إنها بتتقرأ عليهم؟

أصل العيال دي يا افندم كلها مؤهلات عليا وعملوا مشاكل مع ضابط الأمن بسبب فلسفتهم الزايدة.. لكن للحقيقة ما ارتكبوش جرائم عسكرية من أي نوع ورميناهم في

السجن لتأديبهم فقط.. وكنا ناويين يومين ثلاثة كده ونخرجهم...

انت بتهرج يا سيادة العقيد؟ يعني إيه حابس عساكر بسبب فلسفتهم الزايدة من غـير جريمة في ملفهم؟ ويعني إيه ضابط الأمن بيادبهم؟

قالها "حماد" بصوت عالي قبل أن يلتفت إلى أقرب جندي إليه:

إيه اللي حصل يابني.. انسجنت ليه؟

  • أنا يا افدم مهندس مدني.. والسيد قائد الوحدة أوكل لي مهام الإشراف على أعمال المباني والصيانة في الوحدة وفى يوم كنت بقول لزميلي عبارة بالإنجليزي لاقيت ضابط الأمن بيطلب مني تفسيرها وترجمتها ولما ترجمتها ما اقتنعش بالترجمة.. ليه وليه بقى إن زميلي ضحك من طريقة نطقه للعبارة بالإنجليزى راح رامينا في السحن من شهر فات من غير محاكمة...

بدت ملامح "خالد" تكتسي بمزيج من الذهول والغضب وهو يسأل الجندي: وباقي المساجين عملوا إيه؟ كلهم عساكر زينا كده يا افندم.. اللي الضابط عبد الفتاح رماه في السجن عشان عرف إنه أكبر منه في السن!.. وغيره وغيره.. لكن كلهم اللي سجنهم الضابط عبد الفتاح... 

نظر "خالد" إلى قائد الوحدة نظرات حادة.. قبل أن يأمر بخروج جميع المساحين مرة واحدة ثم انصرف عائداً إلى مكتب القائد.. وما إن وصل حتى وجد "عبد الفتاح" أمامه ينظر له برهبة وارتياب.. فسدد له نظرة إزدراء وتجاهله ودلف إلى مكتب القائد بات "خالد" الآن يدرك تماماً من خلال كلام الجنود المساجين أن هذا الضابط الذي لم يكمل عامه الرابع والعشرين ولكنه سادي إلى حد كبير بالإضافة إلى أن ثقته في نفسه معدومة تماماً ...

ابعتلي يابني ضابط الأمن... قالها خالد حماد وهو يرتشف رشفة من قهوته..

 قبل أن يدلف "عبد الفتاح" إليه كان قد أدار ظهرة لباب المكتب في إشارة إلى عدم الاكتراث.. أو ربما بسبب قرفه الشديد مما سمعه..

أؤمر با افندم...

اسمع يا حضرة الضابط.. سجن الوحدة مش للانتقام الشخصي.. مفهوم؟! وعلى فكرة ما يعيبكش أبداً إن يكون في عسكري أكبر منك في السن.. أو إن الإنجليزي بتاعك يكون بعافية شويتين؟ لكن مافيش داعي تسجن العساكر لأسباب تافهة زي دي؟ أنا هاديك فرصة ثانية... الأسبوع اللي جاي هاتطلع دورة أمنية متقدمة لمدة خمستاشر يوم.. تحاول تستفيد من جزئية العلوم الإنسانية وحقوق الإنسان في الدورة مفهوم؟

المرة دي

-

مفهوم یا افندم

الخميس الأول من الشهر الجاي تكون عندي في الإدارة الساعة 12:00

 لإنك مرشح للانضمام لتشكيل لجنة أمنية رفيعة المستوى مفهوم؟

تخللت أساريره بشدة مع عبارة خالد الأخيرة وهتف: مفهوم يا افندم... أشكرك جداً

لا ما تشكرنيش أنا ابقى اشكر اللي ضمك للجنة 

مين هو يا افندم عشان أشكره بنفسي؟!

نظر له خالد بخبث وهو يرد عليه:

غربية يعني انت ما تعرفش مين اللي ضمك ؟

لا والله يا افندم ما اعرفه .. أتمنى إن سيادتك لو تعرفه تشكرهولي بشدة...

ما انا أكيد لما أعرفه ها شكره...

نطقها خالد بخبث أشد قبل أن يقطب ما بين حاجبيه وهو يضيف:

بس لما أعرفه الأول...

قبل أن يردد فضاء المكتب صدى ضحكته الهادئة الساخرة

وكان لزومه إيه يا حاج "سعيد" زيارة ابنك في مكان شغله؟! ما انت عارف إنه

قالتها أمه وهي تناول أباه كوباً من الشاي في المساء وعلى وجهها أمارات اللوم والعتاب...

غلب صوته اندهاشه وهو يصرخ فيها:وبعدين معاكي يا ست انتي؟!.. أنا احترت في أمرك... ابنك انقطع عن زيارتنا بقاله شهرين ويتحجج بالشغل وانتي ولا على باله.. ما عندنا في العيلة ناس مستوظفين زيه كده وبيزوروا أهلهم كل جمعة على الأقل.. سيبك مني انا هو كده معايا من زمان قلبه جافي... لكن أهو مش راضي حتى يزورك.. رغم اننا والحمد لله ما بقيناش محتاجين منه حاجة... 

وكمان مش عاوزاني أروح أفكره إن عنده أم؟ وبعدين ما انتي اللي قعدتي تندبي وتقولي قلبي واكلني على ابني.. اطمني ابنك زي الفرد ويستعر مننا ومبقاش عاوز يشوفنا... أيوه بس أصل زيارتك بتحرجه زيادة و.. قاطعها في غضب

خلاص.. أنا غلطان.. بس حسك عينك تندبي تاني وتقولي اسمه قدامي.. أنا 100 مرة أقولك أن ابنك بيبعد عنا ما بتصدقيش...

خلاص أنا بعد كده ها بقى أطمن عليه حتى لو هو مش ها يجي... عندك مراته ابقي اطمني منها عليه ولو عاوزه تزوريه ابقي خلي أي حد من ولادك يبقى ياخدك لحد بيته بالعربية... دا في حالة بقى لو كان ابنك أصلاً فاضي يشوفك....

أو حتى عاوز يشوفك؟...


الى اللقاء في الجزء الرابع عشر 

المقال السابق
المقال التالي

الحياه تجارب والسياسة رجاسة والقادم بقراءة التاريخ يستكشف لنا المستقبل

0 Comments: