سلسلة كشف "الطرف الثالث" الرئـيس" مــن هـــــي " الجزء السابع 🦅 |
محمد عنان - وفقا لمصدر أمنى
Follow @3nan_ma
من هي؟...
لم تكن لتصل إلى بيتها بعد زيارتها لابنها في هذا اليوم حتى انفردت بنفسها في حجرتها وأحكمت إغلاق الباب.. كأنها لم تكن تريد أن يقطع عليها خلوتها أحد.. توجهت فوراً إلى المرأة الموجودة أمام سريرها.. نظرت لنفسها..
تقريباً كانت قد نسيت إلى حد ما ملامح وجهها فمنذ فترة طويلة لم تنظر إلى نفسها في المرآة.. ما هذا؟ خيوط الشيب تقسم شعرها من منتصفه كشلال أبيض في أرض طينية.. تعجبت كنوا وكأنها أول مرة ترى الشيب في شعرها رغم أنها كثيراً ما رأته.. إلا أنها في هذه المرة لا تعرف لما بدا شعرها الأبيض غزيراً متى غزا الشيب شعرها بكثرة هكذا؟!..
تذكرت الهموم التي حملتها بعد رحيل أبيها وعائلتها عن مصر ومصادرة جميع ممتلكاتهم؟ وحتى الفترة التالية فقد شهدت خريف وأفول صناعة زوجها.. ما زاد همومها ووضعها دائماً تحت ضغط الحاجة والفقر والعوز...
طلت تتفرس في ملامح وجهها.. حاجباها الرفيعان بدأ الشيب يزحف لهما أيضاً.. بياض عيبها العالي الذي كان يميل للزرقة بدأ يتجه إلى اللون الأصفر .. بدت تتذكر أيامها
الخوالي ...
يوم أن كان كل شباب الحي يطلب ودها وود عائلتها الكبيرة. كان جمالها الأخاذ مطمعاً لكثير من الشباب.. عادت بذاكرتها إلى تلك الأيام.. أيام كانت حواري وأزقة حارة اليهود تختز تحت وقع مشيتها.. كان أبوها وإخوتها من مشاهير الحي الصاخب دائماً.. كانوا يمتلكون منزلاً كبيراً وسيارات حديثة ومبلغاً تخطى المليون جنيه في البنوك.
إزاي تحبي فلاح فقير ؟!
نطق أبوها بالعبارة مستهجناً قبل أن يستطرد:
- وكمان مش من دينك ؟!
- بابا.. هو أولا مش فلاح.. هو فعلاً اتولد في الأرياف لكن حضر للقاهرة وهو صغير.. وبعدين كمان مش فقير .. دا فنان أويما ماهر وانت بنفسك اعترفت بكدة بعد ما خلص لك المشربية بتاعتنا وقلت إن إيده تتلف في حرير..
أما عن موضوع دينه فانت عارف كويس قوي إن أغلب صاحباتي اتجوزوا شباب مسلمين وعايشين معاهم كويس..
وبعدين حضرتك جاي دلوقتي بتكلم عن اختلاف الأديان؟!.. مش انت اللي بتعترف دائماً إن أخلص أصدقاءك ومعارفك من ا المسلمين؟!
زاد استهجان أبيها واستنكاره وهو يهتف فيها بغضب:
- أغلب صاحباتك اتجوزوا شباب مسلمين؟! انتى كمان ناوية تتجوزيه ؟!.. كنت فاكر إن الموضوع حب بس؟
لا احنا اتفقنا عالجواز !
- جواز إيه يا بنتي؟!.. دا متجوز وعنده عيال!
- بابا.. حضرتك عارف كويس قوي إن شريعتهم بتبيح أكثر من زوجة.. وبعدين يا بابا أنا بحبه عارف يعني إيه بحبه؟..
تتذكر وقتها أن أباها لم يُعقب على حديثها.. وافق على مضض
فكانت ابنته الوحيدة مع أربعة أبناء من الذكور .. وأصغر أبنائه.. لم يكن يستطيع أن يرد لها طلباً..
- قطعت شرودها في ذكرياتها القديمة و أخرجت صندوق من تحت سريرها وبدأت تقلب في محتوياته.. كان صندوقها هذا يحمل لها كل ما تبقى تقريباً من ذكرياتها القديمة.. وثيقة قديمة من الأزهر تشهر فيها إسلامها.. صورها مع زوجها في جزيرة الشاي بحديقة الحيوانات قبل الزواج.. وصور لها في مرحلة الصبا تشبه فيها نجمات هوليوود.. ولكن زوجها رغم أنه لم يكن وسيماً إلا أنه أيضاً كان ذا بنيان قوي ويفوقها في الطول مرتين !...
كانت قصيرة ولكنها كانت جميلة بالفعل.. صورة وحيدة تجمعها بأبيها وأمها وأشقائها.. علمت بعد أن هاجروا أن أباها مات بعد عامين من استقراره في المغرب.. ولحقته أمها بعدها بعام واحد.. أما أشقاؤها فيعملون منذ رحيلهم وحتى الآن بالتجارة مع أخوالها بين المغرب وتونس وموانيء أوروبا..
نظرت إلى صورة عائلتها بحزن وشجن.. كم تشتاق إلى رؤية أشقائها.. فقدت الاتصال بهم منذ فترة, وقتها كانوا قد تيقنوا أن أموالهم التي صادرها عد الناصر لن تعود لهم ثانية.. كانوا قد فقدوا آخر أمل عندما رفضت المحكمة دعوتهم الثالثة لاسترداد أموالهم...
- كانت الصورة الأخيرة هي صورة يوم زفافها إلى زوجها الذي تركت أهلها ودينها من أجله.. كان رومانسياً حانياً جداً معها قبل الزواج واستمرت رومانسيته إلى أن تمت مصادرة أموال عائلتها.. وقتها بدأت المشاكل تدب بينهما.. بدأت أخلاقه ومعاملته في التودد نحوها تتلاشي
بدأ في الصراخ في وجهها.. كثيراً ما تطورت المشاكل ينهما إلى حد أنه كان يضربها أمام أولادها تركت بيت عائلتها الجنة المصادرة وذهبت لتعيش معه في بيته.. مع زوجته الأولى..
تحملت العيش مع ضرتها بسبب تراجع حالتها المادية.. مشاكلها مع ضرتها كانت في الأيام الأولى لا تطاق.. فكرت وقتها كثيراً في ترك مصر والسفر إلى أشقائها ولكنه كان دائماً ما يقوم بإثنائها عن تفكيرها متذرعاً بحبه لها وبأولادها الذين سيتريون بعيداً عنه أو عنها..
- بدأت صناعة الأويما تفقد بريقها وبدأت معها أحوالهم المالية تضيق أكثر فأكثر.. كان الحل الوحيد هو ما فكرت فيه مؤخراً.. أن تبيع ذهبها وتعطي ثمنه لزوجها ليعمل في تجارة العطارة.. ربخها مضمون كما تؤكد لها تجارب أهلها في عالم التجارة.. ومن ناحية أخرى فزوجها قد كبر ولم يعد يقوى على العمل اليدوي وأولاده الكبار من زوجته الأولى لا يساعدونه بالقدر الكافي ستضمن له التجارة ربحاً سهلاً بدون عناء أو مشقة..
سيستطيع إعادة ذهبها مرة أخرى في فترة وجيزة وتحقيق أرباح تضمن لهم الانتقال من حالة الضنك التي لازمتهم في السنوات الأخيرة إلى بحبوحة العيش.. وإلى حياة أكثر راحة..
ستستطيع هي وقتها ارتداء ملابس مناسبة حتى لا تحرج أما من أبنائها وسط زملاءه .. عندما وصلت بتفكيرها إلى تلك النقطة تذكرت كلمات ابنها اليوم في نهاية الزيارة...
كيف وصل لها الحال من ابنة أحد أغنى أغنياء الجمالية التي ترتدي أفخر وأفخم الثياب إلى مجرد سيدة بائسة يخشى ابنها من رؤية أصدقائه لملابسها..
- وقتها تذكرت لجنة مصادرة أموالهم وضباط المصادرة ووجوههم الخشنة وحديثهم الغليظ..
الآن فقط تذكرت كيف سرقتهم الحكومة المصرية.. ولكن يبدو أن وقت استرداد ممتلكات أبيها قد بدأ يحين.. فالآن فقط سيصبح ابنها ضابطاً في الجيش المصري
وستستطيع القصاص ممن سرقوها.. ولكن يجب عليها توفير مناح أمن لابنها.. مناج ومستوى يليق بضابط في الجيش.. يجب أن توفر له مستوى اجتماعياً يليق بما هو قادم.. يجب ان تفعل كل ما بوسعها من أجل هذا الهدف...
- هو انت ما نزلتش أجازة الأسبوع ده ليه يا عم " جمال"؟
نطقها الشاويش " سيد " بتردد وخبث وهو يخاطب الصول "جمال" مساعد تعليم المدرسة الجوية
وهانزل لمين يعني يا " سيد ؟ انت عارف إني وحداني ولا زوجة ولا عيال؟ واخواتك يا عم " جمال ... مش عاوز تشوفهم يعني؟ بقالك شهر من غير أجازات ؟! ماتشغلش بالك.. انت عاوزني كل شوية أسافر عشان أشوف إخواتي بس؟ مافيش يابني أحسن من الشغل والقعدة في المدرسة...
قالها وهو يغمز بعينه بطريقته المعتادة وبغمزة ذات معنى جعلت "سيد" يرد بتوتر :
- أنا ما اقصدش حاجة لا سمح الله يا عم " جمال " كنت..
قاطعه الصول " جمال " بغضب:
- كنت إيه؟ كنت عاوز تستفرد بإيراد العيال الطلبة على راحتك مش كده؟ عاوزني أبعد علشان تلم فلوس براحتك .. صح؟
يزداد توتر الشاويش "سيد" وتلعثمه وهو يرد محاولاً الدفاع عن نفسه:
- أبداً والله يا عم " جمال " انت الكل في الكل طبعاً و...
أه ها تنافقني كالعادة وتعمل الشويتين بتوعك.. إيدك على الإيراد اللي عملته النهاردة قبل و بعد الزيارة.. بالمناسبة.. أنا خلاص وقرت " ميكا " جديد بدل الولد اللي اتخرج.. وكل حاجة بعد كده تبقى في إيده.. سامع؟ تسلمه الإيراد أول باول
مندهشاً يرد "سيد":
معقول يا عم " جمال " لسه بتثق في الطالب بتاعك أكثر مني ؟! رغم اننا عشرة 15 سنة
مع بعض؟
أنا بختار السيكا بتاعي عالفرازة كل مرة وعارف إنه ها يكون أمن من الصف ضباط اللي معاشرهم.. وعشان أنا معاشركم قوي وفاهمكم قوي فابفضل الطالب بتاعي عنكم.. انتو شوية حرامية ولاد كلب.. الطالب عمره ما يسرقني.. انتم بقى تأكلوا مال النبي.. اطلع بالإيراد وانصراف من سكات...
- قالها الصول " جمال " بحزم فما كان من الشاويش " سيد" إلا أن أخرج كل ما في جيوبه من أموال ووضعها على مكتب الصول "جمال" قبل أن ينصرف وهو يجر أذيال الخيبة.. كان الشاويش " سيد " في داخله يأمل أن يتولى جمع الإيراد من الطلبة الذين يجبرهم الصول "جمال " على دفع مبالغ معينة نظير خدمات منها التغاضي على تأخيرهم عن الطابور أو التغاضي عن عدم حضورهم في طوابير التمام المسائية..
- والتغاضي عن غيرها من الأخطاء التي تستحق العقاب.. وبعض الخدمات الخاصة بإجراء الطلبة مكالمات هاتفية لذويهم أو إدخالهم ملابس عادية ملكية للنوم فيها وغيرها من الحوادث اليومية التي يقع فيها الطلبة و يتوجب على فاعلها أن يدفع لكي يحصل على صك الغفرا من الصول " جمال ....
وكان جمال دائماً ما كان يعهد بجمع تلك الأموال إلى الطالب الخاص به أو "سكرتيره" أو كما تعارف على الاسم في الجيش وتم تحويره إلى " السيكا " وهو عسكري المراسلة الخاص بأي ضابط في الجيش وبعض الضباط الكبار يكون لديهم أكثر من ثلاثة جنود (مراسلة)...
غير أن أقدم صف ضابط في أية وحدة كثيراً ما يكون له هو الآخر عسكري مراسلة.. أو عسكري " سيكا " بلغة الجيش.. وبعض صف الضباط الصغار كثيراً ما يعمل لديهم مثل خدمات يقدمها للجندي منها إجازة زيادة أو ما شابه..
غير أن الصول " جمال " كان يختار طالباً من طلاب الثانوية الجوية ككاتم أسراره وسكرتيره الشخصي بالإضافة إلى جندين مراسلة من جنود خدمات الحراسة بالمدرسة يقومون على شئون خدمته من الألف إلى الياء...
بدءاً من تحصيل الإيراد من الطلبة بدلاً عنه وحتى غسل ملابسه الداخلية!... وكان الصول " جمال " قد تزوج في بداية حياته من إحدى فتيات قريته وطلقها مبكراً دون أن ينجب منها أولاداً..
وبعض الأقاويل المتواترة حوله ومن المقربين منه أكدت أنه كان عامراً عن إشباع زوجته حسياً ما تسبب في خيانتها له واكتشافه خيانتها ومن ثم فقد طلقها فوراً درباً للفضائح.. غير أن أقاويل أخرى أكدت أن " جمال " لم يكن يميل كثيراً لجنس النساء من الأصل...
حوادث متواترة ثم التكتم عليها في جنبات المدرسة تؤكد أنه يميل المعاشرة الطلبة الصغار!.. وصلت الحكايات بالطبع لمدير المدرسة ولكنه لم يقم باتخاذ أي إجراء ضده لأن مجرد التشهير به ومحاكمته كان ينطوي على مخاطرة أن يتم اتهام مدير المدرسة نفسه بالتسيب والانحلال..
- فتركه الرجل وتستر عليه وحاول استغلال الحكاية أكثر فكانت وسيلة دائماً للضغط على "جمال " وضمان ولائه للمدير نفسه!...
...
لم يكد صباح يوم السبت يأتي على المدرسة الثانوية الجوية حتى صحا " عبده " من نومه على صوت الشاويش " سيد " وهو يصرخ على باب عند غرفته:
اصحى يا حيوان منك له.. الساعة بقت سنة وانتو لسهة تخسرين؟!.. قوم يا نعيم منك له انتفض "عبده" من نومه وتسلل بهدوء باتجاه الباب قاصداً مكتب الصول " جمال " كما أمره... طرق باب مكتب جمال " مرة وأخرى قبل أن يفتح له " جمال " الباب وهو يفرك بعينيه
اطلع على مطبخ المدرسة يا "عبده".. قول للعساكر الطباخين إن الصول " جمال " عاوز فطار مخصوص لنفرين...
تمام یا افندم...
قالها وتوجه فوراً إلى مطبخ المدرسة كان الجنود الطباخون قد انتهوا لتوهم من طهي طعام الإفطار للمدرسة كلها .. ما إن شاهدوه.. حتى ردد أحدهم ساخراً:
قالها الجندي وأنفجر زملاؤه في السخرية من "عبده".. أحدهم يسخر من طوله.. والأخر يرمي الكاب عن رأسه ...
قبل أن يتدخل أقدمهم:
احترم نفسك يابن الكلب انت وهو .. عاوز إيه يابني؟
- الصول " جمال " عاوز فطار مخصوص لنفرين
نظر أقدم الجنود بغضب لزملائه وهو يأمرهم:
- جهزوا له طلبه وخلوه يمشي.. مش عاوزين مشاكل
أعطوا له ما طلبه وانسحب في هدوء من المطبخ عائداً إلى الصول " جمال " الذي كان قد انتهى من حلاقة ذقنه قبل أن يدعوه للإفطار معه...
اقعد افطر يابني
قالها بدون اكتراث وهو يقسم أول رغيف ويبدأ في تناول إفطاره.. وحتى دون أن ينظر إليه
رد بتردد:
- ا .. أ.. اشكرك يا فندم
ارتفع صوت الصول "جمال " مرة واحدة:
- نفذ الأمر .. مافيش وقت للنحنحة بتاعتك دي دلوقت
جلس مرة واحدة وبسرعة ربما خوفاً من نبرة " جمال " الغاضبة وبدأ في تناول إفطاره بهدوء وخجل...
بدا " جمال" هادئاً وهو يردد على مسامعه ما سيقوم به بعد الإفطار ...
- هاتجيب دفتر التمام وتيحي معايا على أرض الطابور.. وبعد طابور التمام هترجع تاني على هنا.. عندنا شغل كثير ...
أمرك يا افندم
قالها والضيق يملأ قسمات وجهه.. فسأله "جمال ":
انت في حاجة مضايقاك؟ في حد زعلك؟
- لا أبداً.. لكن بعض الطلبة بيعملوا حاجات مش كويسة في السكن..
بدا على وجه " جمال " الاهتمام وهو يسأله مرة أخرى:
- حاجات مش كويسة زي إيه يعني؟ احكي لي.. بدأ يروي للصول " جمال " عن كل ما يقوم به زملاؤه بدءًا من تدخين السجائر خلسة في حمامات السكن.. وحتى تداولهم للصور العارية للفنانات في الخفاء!.. وغيرها الكثير من الأحداث التافهة التي من السهل توقعها من مراهقين في مدرسة داخلية.. كان جمال يسمعه باهتمام شديد وبابتسامة خبيثة أحياناً وعندما انتهى من نقل كل ما لديه عن زملاءه شكره "جمال " وطلب منه الاستمرار في إبلاغه بكل جديد.. - برافو عليك.. عاوز أعرف كل حاجة بتحصل من ورا ضهري.. انت كده بتأمن نفسك
من شرهم وبتساعدني جداً.. اوعى تخبي علي حاجة مهما كانت صغيرة.. فاهم؟
تمام یا افندم
قالها بفخر وهو منتشي وقد أحس بأن له قيمة ما وبأنه سيستطيع تقديم خدمات كبرى مقابل عدم حضوره للحصص الدراسية ونجاحه بلا امتحان كما وعده "جمال"..
ياااه..؟ دا الموضوع طلع سهل قوي...
قالها محدثاً نفسه وهو يتخيل نفسه ببدلة الضابط وجميع من حوله يؤدي له التحية العسكرية في وقار واحترام.. الحلم يقترب منه أكثر ...
أما " جمال " فقد كان يكتشف كل دقيقة أنه قد وقع على كنز.. فمثل هذا الفتى المستعد دوماً وبدون أية ضغوط أن ينقل كل ما يحدث حوله.. والذي لا يبقي على أحد من زملائه
و لا يخشى رد فعلهم من الممكن أن يتحول بالنسبة لـ " جمال " إلى دجاجة.. دجاجة تبيض له ذهباً...
الى اللقاء في الجزء الثامن
0 Comments: