الكابالا Cabala  والماسونية – الجزء الثاني  أسرار غامضة أم تشابك خفي؟ وما علاقتها بالسحر الأسود

صلة الكابالا بالسحر الأسود ..

يقول العالم اليهودي برنار لازارية في كتابه “مناهضة الشعوب السامية” عام 1934 عن الكابالا .. ” اقتنع الرأي العام العالمي لأسباب كثيرة بميل اليهود إلى السحر .. والأمر الذي يدعو إلى القلق هو اقتناعهم بهذه الفكرة .. وان لها نصيبا من الصحة إلى حد ما .. لاسيما وقد كانت منتشرة في القرون الوسطى .. وكان الناس يعتبرون اليهود سحرة ممتازين .. وفي التلمود دروس خاصة في الدجل .. ونحن عاجزون عن تتبع العلوم الابليسية الواردة في التلمود وخاصة الكبالا .. وكلنا يعرف أن أعلى درجات السحر هو الذي يتم بدم الانسان .. كما نعرف جيدا أخبار الصبية من غير اليهود الذين ذهبوا ضحية على أيدي اليهود في الطقوس الدموية اليهودية ” …

ويقول الكاتب الفرنسي المشهر فولتير .. “كان اليهود هم الذين يلتجأ إليهم عادة في تأدية الشؤون السحرية .. وهذا الوهم القديم يرجع إلى أسرار الكابالا التي يزعم اليهود أنهم وحدهم يملكون أسرارها” …

ومن جانب آخر تملك الكابالا كتاباً بالغ السرية يتوارثه اليهود منذ القدم .. ويرجح يرجع بجذوره إلى قدماء المصرين .. وهذا الكتاب يعالج التصوف اليهودي عن طريق فنون السحر .. والتي تمثل شطراً من الطقوس الدينية التي يمارسونها خُفية .. خشية اطلاع احد من الشعوب الأخرى عليها .. واستخدامها في ممارسة هذه الطقوس .. فهو يعالج علم الشياطين والأرواح الشريرة .. ويبحث في وسائل الاتصال بأرواح الموتى .. وكيفية تسخيرها عن طريق تناسخها وتقمصها للأجسام …

ويعتبر البعض ذلك الكتاب أشد خطورة على الإنسانية من التلمود نفسه .. وهو عند اليهود مقدس جداً .. ويزعم أن فيه نصوص سحرية يستمدون منها قوتهم .. من اجل السيطرة على العالم .. وكل ذلك يؤكد الصلة الوثيقة بين النصوص السحرية و نصوص الكابالا …

أقسام الكابالا ..

1- الكابالا الدوغماتي أو الإيماني ..ويشمل عدة أسفار وكتب مثل .. كتاب الخلق أو سفر يتزيراه .. سفر الزوهار أو سطوع النور .. سفر دتزينوثا .. المجمع المقدس “هدرا رابا فاديشا” وهو شروحات للسر الخفي .. المجمع الأقل قداسة .. كتاب رسالة الأرواح “بيت الوهم” .. كتاب ثورات الأرواح .. تطهير النار وتتطرق إلى كيمياء الطبيعة وقوانين الكون العلمية …

2 – القبالة الشفهي ..التعاليم التي علمها الحبر شمعون بن يوحاي وقد اشترط عدم تدوينها …

3 – القبالة الحرفي ..علم الحروف وله مجالات عديدة وينقسم إلى ثلاثة أقسام هي ..

• الرياضي .. مبدأ يوناني قديم يهدف إلى تحويل أي كلمة إلى رقم …
• الطرائق .. ولها شكلان .. اولا استثمار الكلمة لاستنساخ حكم معين .. ثانيا تؤخذ حروف معينة من جمل وتستعمل بكلمة تدل بمعناها على التفسير الضمني الباطني لمغزى الكلمات …
• التبديلي .. تبديل مواقع حروف الكلمة الواحدة للحصول على معان أخرى للكلمة …

فنانين ومشهورين يعتنقون الكابالا

أصبحت الكابالا في أيامنا صرعة جديدة عند المشاهير .. وتقام لها الدورات التعليمية التي يشرف عليها يهود .. ويتم قبول أي شخص مهما كان اختلاف معتقده .. حيث يلف معتنقوها خيط أحمر اللون على معصم يدهم الأيمن .. إعتقاداً منهم بأنه يحميهم من الأرواح الشريرة …

من أهم مشاهير المعتنقين لهذا المذهب .. ومن الدعاة له نجمة الغناء الأمريكية مادونا التي أثارت زوبعة إعلامية عندما ذهبت إلى إسرائيل بهدف الحج .. وأيضاً الزوجان الشهيران ديفيد بيكهام وفكتوريا بيكهام .. وأيضاً نجمة الغناء وملهمة الفتيات المراهقات بريتني سبيرز .. حيث أصبحت الفتيات يقلدنها .. وأيضاً باريس هيلتون الفتاة المدللة المشهورة وريثة صاحب سلسلة الفنادق الشهيرة هيلتون …

شروط دراسة الكابالا ..

يقول عالم الكابالا الشهير الآري الطاهر .. “إذا كانت لدى أي إنسان منا رغبة .. فإنه يستطيع أن يدرس حكمة الكابالا” .. الرغبة هي عندما يشعر الشخص بحاجة في داخله لإيجاد جواب على هذا السؤال .. “لما وجدت هنا في هذا العالم؟.. وما هو معنى وهدف وجودي هنا؟..” ..

ويمضي قائلا .. “إذا كانت رغبة كهذه تراودنا .. وتسبب القلق لنا .. فإذا يتوجب علينا دراسة حكمة الكابالاه .. فقد وجدت لهذا السبب بالتحديد” …

واستنتج اليهود من سحر “الكابالا” وخصوصا ذلك الذي يخص استعمال
الكلمات والحروف العديد من الأشياء .. فهم مثلا يرون أن القيمة العددية للفظتي “مسيح .. والحية” واحدة .. ويستنتجون من ذلك أن المسيح اليهودي سيقتل الحية .. أي إنهم يرون أن المسيح ابن مريم عليه السلام هو الحية .. وان مسيحهم المنتظر سيقتل الحية …

والمؤمنون بالكابالا يعتقدون بما لا يدع مجالا للشك أن السحر منزل من الله عن طريق الأنبياء .. الذين نقلوه إلى الفلاسفة والحكماء من اليهود .. فاليهود مازالوا ينتظرون مسيحهم القادم من آل داود النبى .. إذا حرك شفتيه بالدعاء ماتت جميع الأمم ولا يبقى إلا اليهود .. وهذا المنتظر بزعمهم هو المسيح الحقيقي الذي وعد به الله .. وليس المسيح ابن مريم .. ويقول اليهود .. “أن حكمة الكابالا تعلمنا سبب وجود الإنسان .. وما هو هدف حياته .. ومن أين أتى .. وإلى أين هو ذاهب .. بعدما يكمل حياته هنا في هذا العالم في مستويات ودرجات تراتبية صارمة” ..

ووفقاً لهذا المنطق الذي استعرضناه فإن علم الكابالا ليس مجرد دراسة نظرية لكنه دراسة عملية جدا .. فمن خلال الكابالا وكما يقول ممارسي سحره .. يتعلم الإنسان عن نفسه .. وما يحتاجه لتغير نفسه حسب كل درجة يحُرزها وخطوة بخطوة .. كما أنه هو الذي يدير بحَثه هذا في خفايا نفسه وليس آخر ..

ومن أقوال عالم الكابلا ميخائيل لآيتمان .. أن الروحية هي الطريقة التي تقدمها لنا الكابالا .. والتي بواسطتها نستطيع أن نحصل على القدرة لتلقي النفس الإنسانية وإرتباطنا بالخالق الذي هو القوة العليا والتي تفعم بالحياة والبهجة لكل الخليقة .. وإكتشف علماء الكابالا أن رغباتنا تنمو وتتطور في نطاق خمس مراحل وهي …

• الرغبة الأولى والأساسية هي الرغبة للطعام وللرخاء وللجنس وللأسرة .. هذه هي الرغبات الضرورية للبقاء 
• الرغبة الثانية هي الطموح نحو الوفرة وتحصيل المال .. في هذه المرحلة نعتقد بأن وفرة المال هي ضمان البقاء والمحافظة على مستوى حياة جيدة …
• الرغبة الثالثة وهي اللهفة والسعي وراء الشرف والنفوذ .. في هذه المرحلة نحن نتمتع بالتحكم والسيطرة على الآخرين والسيطرة على أنفسنا أيضاً …
• الرغبة الرابعة وفي هذه المرحلة تظهر الرغبة في المعرفة .. هنا نحن نعتقد بأن حصولنا على العلم والمعرفة هو ما سيجعلنا سعداء …
• الرغبة الخامسة وهي من ظهور الرغبة يتركز إنتباهنا بالسعي وراء المجهول “العالم الآخر” أي ما وراء عالمنا .. وفي هذه المرحلة نشعر بأن إرتباطنا في هذا المجهول “العالم الآخر” سيقدم لنا متُعة عظيمة ودائمة .. وعندها نبدأ في البحث عن طرق ووسائل لخلق هذا الإرتباط .. هذه الرغبة لشيء نبيل وسام تدعى “الرغبة الروحية” ..

كل هذه الاختبارات العلمية تجري عليه وفي داخل نفسه

كل هذه الاختبارات العلمية تجري عليه وفي داخل نفسه .. لهذا السبب دعيت حكمة “الكابلا” بالحكمة الخفية .. حيث يؤكد ممارسي هذا النوع من السحر .. وانه من خلال دراسة “الكابالا” يخضع الإنسان لتغيرات داخلية .. هو فقط الوحيد الذي يشعر بها ويعَي بحدوثها في داخله .. فحكمة “الكابالا” كما يراها اليهود هي منهج حياة ونظام أصيل ومثبت وقديم .. ومن خلالها يستطيع الإنسان أن يستحوذ على درجة عالية من الوعي وإحراز العالم الروحي .. عندها ينمى هذه الرغبة من خلال دراسة حكمة “الكابالا” التي أعطانا الخالق إياها …

الكابالا بين الشعوذة والله ..

كنا قد تكلمنا عن تاريخ “الكابالا” .. لكننا الآن سنتكلم عن ماهيتها مبتدئا برواية مأخوذة من كتابها المشهور “زوهار” .. تقول الرواية (أن يسوع مات كبهيمة .. ودفن في كومة قذرة حيث تطرح الكلاب النافقة .. وحيث أبناء إيسو – المسيحييون – وأبناء اسماعيل – المسلمين – بالإضافة إلى “المسيح ومحمد” غير المختونين والنجسين كالكلاب النافقة .. هؤلاء جميعا مدفونون معاً) …

ويقول الكاتب الصهيوني “سيفي راشليفسكي” في كتابه “حمار المسيح” .. (أن المؤسسة الدينية اليهودية “الكابالا” تعتبر أن عامة اليهود ليسوا سوى “حمار للمسيح” إذ كتب عليهم أن يحملوا المسيح دون أن يفهموا طبيعة وظيفتهم) 

وهنا سأمهد للدخول بمعتقدات الكاباليين بما لفت له “ويل ديورانت” في موسوعته “قصة الحضارة” حيث قال .. (أن الكابالا حركة يهودية تسودها الشعوذة .. وفي تفسيرات الدين اليهودي تعتمد على الكلام الشفهي دون المكتوب .. وعلى التفسيرات الباطنية للتلمود وللتعاليم الغيبية والروحانية ولا يجب أن تنقل للعامة .. بل يجب أن تظل مقتصرة على ما يسميه أقطاب الحركة – العلماء – الذين عرف العديد منهم أنهم يمارسون قراءة الكلمات بالمقلوب .. ويصنعون للنجوم حروفا وأرقام سرية .. ويحاولون من خلالها معرفة العالم والمجتمعات) …

وإذا ماذهبنا الى مدينة “لوس أنجلوس” الأمريكية وراقبنا تصرفات زعماء “مركز الكابالا ” الموجدين هناك لعرفنا لماذا تعتبر الطوائف اليهودية الرئيسية هذا المركز مشبوها .. فالمركز يستغل المتطوعين لأغراض دنيئة .. كما يقومون بحل عقود الزواج القائمة عندما يرفض أحد الزوجين الإنخراط في تنظيمات الجماعة .. ويمارسون الشعوذة بأشكال مختلفة كإرشاد أحد الأعضاء المريض بداء عضال أن يغطس في وعاء ماء باركه زعماء المركز .. ولا يحتاج الأتباع إلى فهم ما يقرأون .. كما لا حاجة بهم إلى معرفة اللغة العبرية التي كتب بها النص .. وأن مجرد النظر إلى النص مكتوبا يكفي لتغلغل خصائصه السحرية في ذهن المتصفح وبدنه …

أما عن اعتقادات وأهداف المركز فهي كالتالي …

1- الهدف السيطرة على العالم .. وفي حال التطبيق العلمي الصحيح يضمنون السيطرة البشرية الكاملة على عملية الخلق وجميع المخلوقات “وهنا وكي لاننسا أنهم عندما عادوا من الأراضي المقدسة كانوا يحملون أسرار قد تمس الخلق” …

2- إن النظر في الحروف العبرية قادر على تغيير الحمض النووي عند الإنسان .. ودفعه إلى تجديد شباب الخلايا والشفاء من الأمراض وإطالة العمر …

3- اذا أردت الاسترخاء أو المزيد من النشاط الجنسي فالمركز هو الحل …

4- زعماء هذا المركز قطعوا شوطاً كبيرا في طريق اكتشاف سر الخلود العضوي “وهذا يخالف الديانات التي تؤمن بخلود الروح دون الجسد” …

• القائم على هذا المركز هو الحاخام “فيليب بيرغ” المعروف باسم “الراف” وهو مقيم في مدينة نيويورك وذلك ليدير من هناك جميع المراكز المنتشرة في الولايات الأمريكية هو وزوجته “كارين” وابنيه “مايكل و يهودا” .. ويقول “آل بيرغ” .. (أن كتاباتهم هي تفسير لكتاب “زوهار” وبأن إسرائيل هي مركز الطاقة في العالم لذلك يحجون اليها – حائط المبكى – .. ونفى أن تكون الكابالا حكراً على العلماء فقط .. بل يمكن تقديمها لأي شخص .. وهذا يشمل النساء وغير اليهود – وهي دعوة لاعتناق اليهودية).. لذلك ومن هذا الكلام نفهم كيفية دخول المغنية “مادونا” إلى الكابالا بإسم “أستير” أي النجمة مستعينة بأحد المتخصصين .. كذلك الامر بالنسبة لـ “بريتني سبيرز” و “ديمي مور” و “ديفيد بيكهام وزوجته” و “نعومي كامبل” وغيرهم كثيرون ممن ارتأوا الصلاة السبت بدلا من الأحد …

علاقة الكابالا بالماسونية العالمية …

الكابالا قديما عرفت بالقوة الخفية .. لكن عندما بحثت عن هذه الكلمة علمت أنها أيضا التسمية القديمة للماسونية الحديثة التسمية .. وإليكم هذا القسم المخيف والذي يعتقد أنه كان للكابالا الذين أمنوا بالشيفرة الصوتية في كتبهم القديمة .. حيث أنهم قالوا فيها بأنهم عندما داروا حول سور أريحا ونادوا بإسم جيبورات أي الله تهدمت هذه الأسوار …

وبالعودة للقسم فيقول .. (أنا فلان ابن فلان أقسم بالله والكتاب المقدس وشرفي أن ألزم نفسي وقد أصبحت عضواً في القوة الخفية أن لا أخون إخوتي .. وأنتم المؤسسون أدين لكم بالطاعة والدقة والحماس .. وأن أعمل لزيادة أعضائكم .. وكل جلسة تفتتح بالضرب بالمطرقة ثلاث مرات .. لنتذكر وإلى الأبد وخلال القرون الآتية أننا قد صلبناه صلبا – أي المسيح – .. وبهذه المطرقة قد ثبتنا المسامير في يديه وقدميه .. وأن أصون دستور هذه القوة .. وأنتم أعضائها المؤسسون لكم الحق في معاقبتي بأقصى ما ترونه مناسباً حين أفشي سراً من أسراركم .. ولكم الحق في قتلي .. لقد ثبتنا المسامير في يديه وقدميه .. وسيكون لنا 33 درجة ترمز إلى عمر الدجال – أي المسيح –) …

وفي النهاية فإن أعجبتك الكابالا أم لم تعجبك فهي موجودة .. لكن الأمل المتبقي هو في درجة الوعي الذي لدينا بما يجري من حولنا .. ولما نشاهده ونقتدي به .. فلا يغركم الاسم اللامع والمشهور أو الرموز والاكسسوارات التي يرتديها العالم الغربي .. فكلها مدروسة ومعدة مسبقا لتدخل إلى عقولنا .. فنحن نتهود حتى بألفاظنا دون أن ندري .. وهنا ما على الرسول إلا البلاغ …